تركت جولة "الخماسية" على القيادات السياسية والروحية اللبنانيّة أصداءً ترواحت بين السلبي والإيجابي، لا سيّما أنّها لم تحمل طرحاً محدّداً لحلّ الملف الرئاسي، بالتالي لم تأتِ بجديد يُمكن البناء عليه لرفع نسبة التفاؤل بإقتراب الفرج الرئاسي!
عضو المكتب السياسي في "حزب الكتائب اللبنانية" المحامية جويل بو عبود تعتبر خلال حديثٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونيّة أنّ "المبادرة الخماسية فيها حسن نية من دون شك لجهة في حراكها الهادف إلى المساهمة في تقريب إستحقاق الإنتخابات الرئاسية إلا لما قامت هذه الدول بكل هذا المجهود".
لكن، بالنسبة إلى "الكتائب"، تلفت عبود إلى أن "أي مبادرة مهما كان نوعها، خارجية كانت أم داخلية، سيكون مصيرها الفشل والإجهاض ما لم تُقابل بنية من "حزب الله" بملاقاة اللبنانيين إلى منتصف الطريق، لا سيما إذا كان قوام المبادرة أن يكون سليمان فرنجية المرشح الوحيد للرئاسة فحتماً لن تصل إلى أي نتيجة. فكما أننا عدلنا عن ترشيح ميشال معوّض يفترض أن يليّن الحزب من موقفه ويتخلّى عن منطق الفرض عبر طرح إسم مرشّح آخر، وطالما أن هذه الخطوة غير متخذة ستصطدم كل المبادرات بحائط مسدود".
وعن كلام فرنجية الذي أشار فيه إلى أنّ الجميع يدرك أن لا رئيس من دون رضى المقاومة، تعلّق بو عبود لافتةً إلى أن "هذا الكلام يبرهن سبب رفضنا لترشحه، لأنه يؤكد أنه مختبئ خلف مقاومة تعده بالوصول إلى الكرسي الرئاسي، وهذا يشكل خطراً لأن سيدفع بكل من يبغى الترشح للوقوف على باب حارة حريك. نحن لا نريد فرض شيء بالقوة بل على العكس نقترح عليهم الإتفاق مع المعارضة على خيار بديل يحظى على موافقة جميع اللبنانيين، لكن هم يريدون فرض مرشحهم".
وعن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، توضح أن "الحوار التقليدي المتمثل بالاجتماع حول طاولة يرأسها بري لن يكون لها جدوى إن لم يسبقها إشارة أو قول بإنهم سيناقشون أسماء غير فرنجية، لأن عدا عن ذلك يعني أن الهدف من الحوار محاولة إقناعنا بفرنجية. كذلك نعارض مأسسة الحوار بشكل يصبح فيه انتخاب كل رئيس مشترط بحوار من هذا النوع. وموقفنا لن يتغير ما لم يتغير موقف الحزب من فرنجية".
أما بالنسبة إلى دعوة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي لجمع القيادات المسيحية، فتوضح بو عبود "ألا مشكلة بالإلتقاء بباسيل إلا أن هناك مشكلة شراكة واضحة في لبنان وفي النظام القائم كما وفي إدارة الدولة وحوكمتها. بالتالي، لا مجال لمناقشة هذه النقاط كلها طالما أن البلد مخطوف ومرهون، لذا الخطوة الأولى هي استرداد البلد. يجب التوصل إلى حل حول موضوع الحزب وسلاحه قبل خوض أي نقاش حول النظام أو الشراكة"، مضيفةً "هناك حوار يحصل مع باسيل، لكن لا داع بعد لأي لقاء معه، صحيح أن موقفه متقدم مقارنةً مع ما كان عليه سابقاً لكنه بحاجة بعد إلى المزيد من التقدم، فهو يحاول تجريم الفعل أي توحيد الساحات وعدم جر لبنان، لكنه في المقابل لا يجرم الفاعل وهو الحزب"، داعيةً "باسيل لعدم التراجع والإستمرار بهذا المسار الطبيعي الذي كان يسلكه التيار الوطني الحر قبل اتفاقية مار مخايل".
وفما إذا كان إنتخاب رئيس للجمهورية حديث قريب المدى، تجيب "لا يمكن لأحد التكهن بذلك، ووفق تحليلي الشخصي يبدو أن تمسك الحزب سيزداد برئيس يشرّع دوره وإن لم يحصل ذلك يفضل عدم وجود رئيس إطلاقاً وبقائه كمحاور وحيد على غرار ما يحدث اليوم لأن الدولة بمؤسساتها كافة غائبة".