الطاسة في المفهوم القروي كانت الإناء الوحيد الذي يستعمل لتناول الماء وهي إمّا نحاسية تُطلى بالقصدير على يد الأخوة مبيضي جويا وإمّا من الألمنيوم الفاخر لا يتعدّى وزن مائها النصف ليتر الواحد وهي لأهل البيت والضيوف.
أمّا الجرّة فهي من الفخار منها مثل الخابية للزيت والدبس أو المسمنة للقورما والكبيس، ولكن المشكلة تقع عندما تضيع الطاسة فيصبح الشارب ملزماً بالتناول من الجرّة الملونة والمطلية بحذاقة أهالي راشيا الفخار وبركة العم أبوالياس رشيد عواد.
فكما الطاسة عمومية الإستعمال وضياعها يحدث مشكلة لأن الجرّة هي النبع كما رئاسة الحكومة في العصر الحديث تتحكم ربة البيت بالدور والأولوية والكمية وهذا حالنا اليوم حيث ينبري فريق الهواة ومدّعو المناصفة إلى التنظير والعرقلة والتذاكي حول أحقيتهم بالقيادة ولو كانوا من رعاع القوم يفتقرون إلى الحكمة والنظرة الموضوعية لكيفية التحكم بالبلد وعلى لسانهم قول مشهور وصادق للمرحوم الشيخ رفيق الحريري ( لقد أوقفنا العد...)
ولذلك فهم يدعون بلا كفوف ولا ستر ولا إحترام لحياة ملايين اللبنانيين وحقهم بالعيش الكريم إلى أربع موجبات يمارسها الشعب خانعاً مطأطئ الرأس ولا ينهيها إلا بانتخاب الرئيس العتيد وهذه الواجبات:
1- إعلان الحداد الرسمي.
2- رفع الأعلام السوداء والإتشاح باللون الأسود بعد طي العلم اللبناني وإيداعه صناديق مصرف لبنان.
3- إعلان الصيام الدائم بتجاوز أيامه ولياليه وفروضه الدينية.
4- وقف الإنجاب كي لا تزيد نسبة الثلثين.
والمؤلم أن بعض قصيري النظر يهللون ويصفقون لهذه الواجبات وكأن الشعب اللبناني لم يخلقه العلي القدير للتنعم بالحياة وعيشها بكرامةوحيوية بل لاختيار رئيس الجمهورية !!!!