ذكرى 14 آذار... حلمٌ كبير ويوم تاريخي في زمن استثنائي
14 مارس 2024
11:54
Article Content
14 آذار، اليوم التاريخي في ظلّ مرحلة استثنائية. يوم شُدّت السواعد ووحّدت الصفوف، فكان استرجاع السيادة وخروج الجيش السوري من لبنان حصاد انتفاضة هزّت كيان مَن اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بعد ايام قليلة من الزلزال الذي عصفَ بالبلد آنذاك.
واليوم، تحلّ ذكرى 14 آذار وسطَ ظروف عصيبة يمرّ بها لبنان، مع تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيليّ المُدمّر، وتوسّع رقعة الاستهدافات، إذ باتت تطالَ العمق اللّبناني، ما يُعيد إلى الأذهان الحلم الكبير بتطبيق مفهوم السيادة المنتهكة بفعل هذه الإعتداءات، وغياب رئيس للجمهورية يحمي لبنان، ويُثبّت ركائز هذا المفهوم، مع تشرذم القوى السياسية وفشلها حتّى اليوم في الإجماع على إسم يرسم خريطة طريق للخروج من المرحلة الخطيرة التي تُهدّد أمن ومستقبل البلد.
ومع إصرار بعض القوى السياسية على التمسّك بمفهوم السيادة الوطنية، رغم كلّ العقبات التي تفرض نفسها على الواقع اللبناني، كان الحزب التقدمي الإشتراكي في طليعة مَن دعا إلى فرض السيادة على الأراضي اللبنانية كافة، إذ منذ العام 2005 لعبَ الرئيس وليد جنبلاط دوراً أساسياً في اندلاع ثورة الأرز، حينما كان أول من رفع الصوت تحت شعار لا دولة دون سيادة، وها هو اليوم يُجدّد التأكيد أنَّ بناء الدولة لا يقوم دون رئيس سيادي إصلاحي جامع، عبر تنشيط الحركة السياسية على مستوى بلورة الاستحقاق الرئاسي.
مع مرور 19 عاماً على 14 آذار الذي أنتج تحالفاً سياسياً قوياً في ذاك الوقت، يستذكر اللبنانيون اليوم الانتصار العظيم الذي تمَّ تحقيقه، مع تمنيات بأن يتوحّد المعنيون ويخرجون من اصطفافاتهم العقيمة، لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، فتكون ذكرى 14 آذار مناسبة ليعود الجميع إلى ضمائرهم، لتجنيب لبنان شرارة حرب مستعرة قد تقضي على ما تبقى من مؤسساته وسيادته واستقلاله.