رأى عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب أكرم شهيب ان لبنان يمر اليوم بمرحلة دقيقة جدا، في خضم تحديات داخلية وخارجية تواجهه، ازاء ما يجري في غزة وتداعياتها، والمقترنة برفع منسوب التهديدات الاسرائيلية، لتوسيع حربها وتصاعد اجواء التشاؤم بهذا الخصوص. وما يزيد من صعوبتها انها محكومة بإدارة متفوقة اجراما وانتهاكا لشتى القرارات الاممية والدولية والانسانية.
ودعا شهيب في تصريح لـ«الأنباء» الفرقاء في الداخل إلى التلاقي وبنفس الوقت التنازل، من اجل الوصول إلى قواسم مشتركة بين الجميع، عله ينتج اتفاقا يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وتكوين السلطة، واستعادة الحد الادنى من الثقة المطلوبة على المستويين الداخلي والخارجي، لانقاذ ما تبقى من البلد والحد من ازماته المستعصية، واتاحة المجال امام الطبقة الوسطى واليد العاملة، التي يلقى على عاتقها ايضا مهمة اعادة الانماء».
وأضاف: «لقد رحبنا ونرحب مجددا بكل الخطوات والمساعي المبذولة، التي توصل إلى معالجة القضايا الشائكة على مستوى ملف رئاسة الجمهورية، ومنها اخيرا اللجنة الخماسية وكتلة «الاعتدال الوطني» وحركة الموفدين والسفراء. وسمعنا ملاحظات مشروعة حول كيفية اللقاء او الجهة الداعية ومن يترأس وسوى ذلك.. لكن تبقى النتيجة التي ينتظرها اللبنانيون، كيفية ترجمة اللقاءات والحوارات المطلوبة دائما على ارض الواقع. علما ان اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط سعيا إلى التمهيد للحوار، من خلال الجولات التي قاما بها على الاحزاب والتيارات بهذا الخصوص».
وتابع: «ربما وليد جنبلاط الوحيد من يقبل التنازل عن مواقف اتخذها، لاجل ما يراه خدمة لمصالح لبنان! لذا السؤال المطروح: هل ثمة من يريد التنازل عن تأييده ودعمه مرشحه للرئاسة، لاجل الوصول إلى شخصية توافقية أو ما يسمى «المرشح الثالث» تتولى الحكم؟ ان المساعي جيدة ومشكورة، لكن نريد ان نسمع ايضا ان هناك من يقبل التنازل، بهدف تحقيق الغاية الماسة، والتي من غير المقبول استمرارها على هذا النحو، وللوصول إلى تسوية سياسية مثلا، تنقذ لبنان مما يتخبط به من ازمات، ادت إلى الانهيارات الاقتصادية والمالية والاجتماعية وسائر الملفات، التي تضغط على الدولة واللبنانيين معا؟!.
وقال شهيب: «الجنوب يتدمر بعد تهجير اكثر من مئة الف من أبنائه، وقد طالبنا ونطالب مجددا بتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته على جانبي الحدود، منعا لتوسيع نطاق العمل العسكري والحرب العدوانية الاسرائيلية، وفي هذا المجال فإن «حزب الله» يعمل بعقلانية كبيرة منعا لتوسع الحرب. والدولة تدعم الجهود الديبلوماسية الرامية لوقف اطلاق النار، لكن ما نراه في المقابل من دعوات اسرائيلية لتوسيع الخدمة ورفض علني لحل الدولتين، وسوى ذلك من مؤشرات، كلها عوامل تنذر بما هو اخطر ولا تبشر اطلاقا بالخير».
ومضى شهيب يقول: «نتنياهو غير آبه بكل الاصوات الدولية التي تريد وقفا لاطلاق النار، وما يقوم به مع حكومته من الاجرام الوحشي في غزة وفلسطين، وحتى تجاه لبنان من تواصل للضربات العسكرية والاستهدافات للمدنيين وآخرهم العائلة الجنوبية من بليدا، يشي بعدم استجابته لكل تلك الدعوات. وليس قليلا ما يجري ايضا في البحر الاحمر وتأثير ذلك على اقتصاد المنطقة وخصوصا مصر إلى جانب اوروبا، وما سببته وتسببه من ارتفاع في الاسعار وضغط اقتصادي، إلى الخط البحري المستحدث وكيفية ايصال المساعدات إلى ابناء غزة، فالسؤال هنا: من يستفيد من ذلك كله؟!.
وختم شهيب انه على مشارف ذكرى «المعلم كمال جنبلاط الذي نستذكر مواقفه دائما، نؤكد على ما قاله من جمالية التسوية، لاجل العبور نحو الأمل باستمرار البلد وصموده، وللاسف، يد الغدر نجحت في اغتيال قامة وطنية عربية آمنت واستشهدت لاجل فلسطين والتغيير في لبنان نحو الافضل».