مع استمرار العدوان الإسرائيلي بكل وحشيته في غزة، وكذلك على جنوب لبنان، فإن صعوبات لا تزال تعترض المفاوضات الجارية للتوصل إلى هدنة في غزة، رغم أن بعض التصريحات تشير إلى أن الإتفاق قد يصل الى خواتيمه خلال رمضان أو حتى مع حلوله.
مصادر متابعة لمجريات هذه المفاوضات لفتت عبر "الأنباء" الإلكترونية إلى أن "إسرائيل تناور على عادتها من أجل الوصول إلى خيط يربطها بمكان وجود الأسرى الاسرائيليين لتحريرهم، ومن ثم تواصل مخططها في طرد الفلسطينيين من رفح، ضاربة عرض الحائط كل المناشدات الدولية، وبالتالي يكون رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يستثمر في الحرب لحماية نفسه".
ورأت المصادر أن "الولايات المتحدة الأميركية تبدو عاجزة جداً عن التأثير على رئيس وزراء العدو من أجل إدخال الغذاء والدواء لمنكوبي غزة، لذلك آثرت رمي المساعدات لهم من الجو، أو التفكير بإقامة ميناء على شاطئ غزة لإيصالها لهم عبر البحر اذا سمحت إسرائيل بذلك. ما يعني ان هذه المفاوضات تمر بمنعطف خطير خلاصته أن نتنياهو مصمم على اجتياح رفح قبل نهاية رمضان أو بعده خصوصاً وأنه لا يريد أن يسمع بعد اليوم بحل الدولتين، مسقطاً من حساباته كل المبادرات السلمية". المصادر توقفت عند إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن تعذر التوصل الى هدنة قبل رمضان، ورأت فيه "مؤشراً خطيراً لعدم قدرة الادارة الاميركية على التأثير على نتنياهو الذي يحاول الاستفادة من المناخ الانتخابي المسيطر على الولايات المتحدة لتنفيذ مخططاته العدوانية في غزة وفي جنوب لبنان".
ورأت المصادر أن "الحال في غزة لا يختلف كثيراً عما هو عليه في جنوب لبنان. فعلى الرغم من التزام حزب الله بعدم الخروج عن قواعد الاشتباك إلا عندما تستدعي الاعتداءات الإسرائيلية الرد، بدا واضحاً أن العدو يعمل بكل طاقاته لجر حزب الله الى الحرب الشاملة لتنفيذ تهديداته والتوغل في الداخل اللبناني لمحاولة محاصرة حزب الله ومنعه من تشكيل خطر على أمن المستعمرات الشمالية في المستقبل".
أما في الشأن السياسي المحلي فقد برزت زيارة وفد كتلة الاعتدال الوطني إلى عين التينة ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد وصف الوفد للقاء "بالايجابي جداً" على عكس ما جرى التداول به من قبل البعض في الساعات الماضية، كما أشار النائب وليد البعريني الذي وصف المبادرة بالناجحة وبأنها تلقت دفعاً قوياً من الرئيس بري.
مصادر كتلة الاعتدال أشارت لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن "اللقاء مع الرئيس بري كان جيداً ومشجّعاً على استكمال التواصل مع كل الكتل النيابية للتباحث معهم بعيداً عن الإعلام حول الآلية التي ستعتمد في جلسة التشاور التي لن يكون فيها لا رئيس ولا مرؤوس"، كما تؤكد المصادر، "بل ما يتفق عليه الجميع، وحتماً ستفضي الى انتخاب رئيس جمهورية وإنهاء معاناة اللبنانيين، خاصة وأن هناك إجماعا لدى كل القوى السياسية لإنجاز هذا الاستحقاق".
وعن موعد الجلسة إذا كانت ستتم في خلال شهر رمضان أو بعده، لفتت المصادر إلى أن "هذا الأمر رهن بتوافق الكتل النيابية عليه، لأنه من الممكن عقد الجلسة التشاورية في غضون اسبوع او اسبوعين او تأجيلها الى ما بعد إجازة عيدي الفطر والفصح".
وفي ضوء المخاطر المترتبة على ما تقوم به إسرائيل جنوباً او تنوي القيام به، فإنه بات ضرورياً التقاط أي مؤشرات إيجابية محلية، وتغيير المقاربات من القوى السياسية المعنية، حيث يجب استثمارها من قبل الجميع، لإعطاء الأمل بإنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي طال أمد الشغور فيه.