نقترب من الاحتفال بإتمام عام ونصف على الفراغ. لا رئيس... ولا من يسأل. وفي ظلّ التعنّت الداخلي وغياب التسوية والضغط الخارجي الفعّال، يكبر احتمال بقاء الدولة من دون رأس. حتى أنّ الفراغ قد يمتدّ، وفق المعطيات، إلى العام 2026 أي ما بعد انتهاء ولاية المجلس الحالي. فهل يُصبح هذا السيناريو واقعاً؟
يؤكّد عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ أنّه طالما أنّ حزب الله يربط لبنان بالصراعات الإقليميّة من غزّة إلى فلسطين والمقاومة الإسلامية في العالم يكون الجواب لديه، مضيفاً لموقع mtv: "لم نفهم يوماً ما هي مبادرة حزب الله الجديّة للخروج من الأزمات المتتالية التي يُعاني منها لبنان، وكأنّه يتربّع على الأزمة ويستأنس ذلك لأنّه يسمح له بالتمدّد وتيئيس الناس".
ويقول الصايغ: "زرع أي فكرة من هذا النوع، أي التأجيل إلى ما شاء الله، يؤدي بنا إلى فضّ الشراكة اللبنانية القائمة اليوم وإنتاج شراكة من نوع آخر، فالالتزام بالدستور يجب أن يكون كاملاً".
بدوره، يُشير عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم إلى أنّه لا يجوز أبداً تحت أيّ مبرّر إبقاء حالة الشغور، لافتاً إلى أنّ هذا "يتوقّف على نيات وإرادة الكتل السياسية وضرورة التوافق. فعندما تتوفّر النيات، تصبح هناك إمكانية للتواصل والتفاهم سريعاً، خصوصاً في الظروف الاستثنائيّة التي يمرّ بها البلد، ما يمكن أن يُسهّل إنهاء حالة الشغور".
في ظلّ تقاذف المسؤوليات هذه، تتّهم المعارضة "الثنائي" بالتمسّك بمرشّحه وإفشال أي مبادرة رئاسيّة. هنا، يؤكّد الصايغ: "لا نعرف ما قد يخطر في ذهن من يعطّلون حسن سير دورة الحياة الديمقراطية ومن يأخذون لبنان رهينة، فقد تدور في رأسهم كلّ السيناريوهات، ولكن نحن في المواجهة ولن نسمح بأن يُذبح لبنان بدم بارد".
أمّا هاشم، فيُشدّد على أنّ قضية التمسّك بتشريح أو دعم أي مرشّح لا تعني طبعاً أنّ هناك مبرراً لأيّ كان برفض التشاور والتواصل للتفاهم على مخارج تسرّع إنهاء حالة الشغور، قائلاً: "لو ذهبنا إلى حوار أو نقاش وتشاور، لكنّا وفّرنا الكثير. وهذه الحوارات يجب أن تكون من دون شروط".
علناً، يصرّ الجميع على أهميّة الحوار والتشاور، فهل سيفتح رئيس مجلس النواب نبيه برّي المجلس أمام جلسات متتالية؟ وهل يمكن أن يحلّ الحوار أزمة استمرّت لأكثر من سنة في ظلّ التحديات الكبيرة التي يواجهها البلد؟
يُجيب هاشم: "هذا الأمر يتوقّف على أن تكون الجلسة واعدة ومُنتجة ولا تكون على غرار الجلسات السابقة". أمّا في ما يخصّ الحوار، فيعتبر أنّ التشاور يمكن أن يوصلنا إلى نتيجة والتجارب كثيرة، فطبيعة لبنان تتطلب أن يكون الحوار والنقاش منطقاً سياسيًّا مستمرًّا".
تعتبر المعارضة أنّها نجحت في المرحلة الأولى في المواجهة وتثبيت نوع من ميزان القوى السياسية التي لا تسمح لفريق الممانعة بفرض مرشّحه، فماذا ستفعل في المرحلة المقبلة؟
"ندرس ما يمكن أن تكون الخطوات الأخرى لأنّه لا يمكن أن نبقى متّحدين في جهنّم وكلّ سبل الخروج من الوضع الحالي مطروحة على طاولة البحث"، يختم الصايغ.