نظَّم الحزب التقدمي الاشتراكي، فرع دميت، معتمديّة المناصف، حفلاً تكريماً لقدامى التقدميين الذين انضوا ضمن فروع البلدة المتعاقبة، وذلك تقديراً لجهودهم وتضحياتهم التي خيضت في الزمن الصعب. وقد حضر الحفل التكريمي الذي أُقيم في بيت البلدة، عضو اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيب، نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي د. حبوبة عون، وكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الاشتراكي د. عمر غنَّام، مدير عام المجلس المذهبي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز مازن فياض، مدير عام مؤسسة سكك الحديد والنقل العام المشترك الحالي زياد نصر والسابق رضوان بو نصر الدين، مدير المكتبة الوطنية في بعقلين غازي صعب، مدير عام تعاونية موظفي الدولة السابق أنور ضو، مدير الأوقاف الدرزية نزيه زيعور، معتمد المناصف سامر العيّاص، معتمد دير القمر والجوار غسان الطّحان، وممثلون عن المؤسسات الرافدة للحزب والمفوضيّات، وفاعليات بلدية واختيارية وثقافية وانمائية وأعضاء جهاز وكالة الداخلية في الشوف.
بدأ الحفل، بمقدمة ترحبية ألقتها عرّيفة الحفل، نغم خدّاج، مسؤولة الإعلام والتواصل في فرع دميت. خدّاج شكرت الحضور وألقت التحيّة على قدامى الحزبيين المكرّمين واستذكرت المعلم الشهيد كمال جنبلاط.
الخوند
إلى ذلك، كانت كلمة لمديرة فرع دميت مي ضو الخوند، حيَّت فيها الرواد التقدميّن كلّهم، الحاضرين منهم والذين خاضوا غمار المواجهة المحقّة في مختلف المحطات منذ ثورة العام 1958 إلى اليوم. الخوند قالت، "لفرع دميت تاريخ حافل بالالتزام الحزبي حجز لنفسه منذ تأسيسه في أوائل الستينيات مكانا في طليعة الفروع الحزبية الناشطة، توالى على إدارته نخبة من الرفاق".
وأضافت، "كان أول مدير فرع الرفيق نعيم غنَّام، ثم المرحوم سعيد نصر فالشيخ هاني خدَّاج فالمرحوم سلمان نصر إلى الرفيق أديب غنَّام فالرفيق فندي طربيه ثم الرفيق عصام غنَّام فالرفيق سامر الخوند فالرفيق سليم أبو ضرغم، ثم الرفيق ناجي زيدان، إلى أن تسلّمت الأمانة منذ أشهر قليلة وأفتخر".
الخوند تناولت ذكرى استشهاد المعلم وأهميتها وقيادة وليد جنبلاط ودورها، مؤكدة على استمرار المسيرة مع تيمور جنبلاط. وتوجهت إلى المكرَّمين بالقول، "تستحقون التكريم، وأبسط ما يمكن أن نقدمه هو العرفان بما قدمتموه، تستحقون أن يشارك في تكريمكم نخبة من الحزبيين الملتزمين، والرفيق أكرم شهيب، صاحب المواقف المشرّفة، الذي واكب الرئيس وليد جنبلاط في أصعب الظروف واليوم يواكب الرئيس تيمور جنبلاط في مسيرته الحزبية النضالية".
غنَّام
كذلك كانت كلمة باسم قدامى التقدّميين المكرَّمين، قدّمها أحد رواد الحزب التقدمي الاشتراكي في دميت ورئيس بلدية البلدة السابق، نعيم غنّام الذي عاد بالحضور إلى ثورة العام 1958 والمحطات التي جمعته مع كمال جنبلاط في أولى فترة انتسابه للحزب. غنَّام قال، "عندما انتسبت إلى الحزب منذ 65 عاما، وسرنا جميعاً في هذه المسيرة، أحيانا ننجح وأحيانا نفشل ولكننا لا نُحبط لأننا نعرف ما نريد وأن لا خلاص في البلاد إلا بمبادئ الحزب التقدمي الاشتراكي".
وأضاف، "تجارب الطائفية والعائلية والحزبية الضيقة فشلت ونعرف إلى أين أوصلتنا، لذلك نستمر في الحزب التقدمي الاشتراكي الذي بقي وبقيت المبادئ مبادئ والرجال رجال".
غنَّام شكر الفرع على لفتته التكريمية، وتحدّث عن مؤسسي فرع دميت الذين أسماهم ووجّه التحيّة لنضالاتهم الحزبية والوطنية. قائلا: "هؤلاء حملوا أمانة الحزب ورفعوا الراية الحزبية". وختم حديثه شاكرا كل القيّمين على الحفل.
شهيّب
وكانت الكلمة الأخيرة في الحفل، لعضو اللقاء الديمقراطي، النائب أكرم شهيبّ. واستهلها بالقول: "حينما دُعيت، لم أتردد بقبول الدعوة، تكريماً لكوكبة ممن حملوا لواء النضال في الزمن الصعب، وأقسموا يمين الولاء وصدقوا ولم يبدلوا تبديلاً، والمناسبة تشدّك للحضور كونها تُنظّم في الشوف، وللشوف مع النضال والحرية والكرامة، كتاب نقرأ فيه كل يوم، واليوم نحن في آذار، وفي آذار محطات لا تُنسى، وأحداثٌ طبعت تاريخنا، في بلد عانى وما يزال، كما كنا نتعلّم في كتب التاريخ، من والي عكا ووالي الشام".
أضاف شهيّب، "نعود إلى آذار، وفي آذار يتساوى الليل مع النهار، ويدفعنا الأمل والعمل، كي نخرج من هذا الليل الذي طال كثيراً، وفي آذار الطبيعة تُجدد نفسها، وفي 14 آذار جدّد الشعب إيمانه بالحياة، وفي 16 آذار، يوم كمال جنبلاط، يوم الحرية والتحرر ورفض الدخول في السجن الكبير".
وعن المعلم قال شهيّب: "لقد ارتكب كمال جنبلاط، كما يقول الصديق رشيد درباس، التقدمية والاستقلال ومحبة الناس ونصرة فلسطين، عن سابق تصور وتصميم، وانتظر في مكانه المكشوف، تنفيذ الاغتيال راضياً مرضياً، وفي 14 آذار، المحطة الحلم، والتي بقيادة وليد جنبلاط، جمعت القسم الأكبر من اللبنانيين، أملاً باستعادة الوطن، أملاً بالحرية وتداول السلطة دون قيد خارجي أو وصاية".
وأردف شهيّب بالحديث عن تلك المرحلة قائلا، "في آذار، إزداد الانقسام الداخلي العامودي بين المشروع السيادي الاستقلالي وشكراً سوريا، أي 14 و8 آذار، تبدّلت وتغيّرت الظروف، وتدخّلت دول وقوى وبدأ التفكك بعد 7 أيار وتسوية الدوحة، وشهدت البلاد عصر الفراغات وعصر الشراكة بالتأليف وعصر الشعارات الممجوجة، ووحدة المعايير، والميثاقية، واسترجاع الحقوق، باستثناء سنوات ست قادها الرئيس ميشال سليمان، وفي آذار، بدأ التحضير لعودة عون الذي كانت القوى نفسها التي أبعدته ثائراً تغييرياً، أعادته مدجّناً حالماً رئاسياً، ولسوء حظ البلد حقق حلمه ووعده وأوصلنا إلى جهنم".
وعن مرحلة ميشال عون قال شهيّب، "أمسك ومعه الفريق المساند بالقسم الأهم من المفاصل السياسية، فخلق أعرافاً جديدة في الحكومات والسلطة، وخرقا فاضحا للدستور، حتى أصبحنا اليوم تحت حكم سلطة تفتقد للهيبة وفراغ في معظم الإدارات، وكأننا أصبحنا نعيش في دولة الوكالات".
وأضاف شهيّب، "وبين 14 آذار و16 آذار، يقع 15 آذار، يوم الخيانة، كما صنّفه الصحافي الكبير سمير عطالله، بالحديث عن الخونة والخيانة والنموذج الذي استخدمه خيانة بروتوس لمعلمه وصديقه يوليوس قيصر بالقول المعروف، حتى أنت يا بروتوس، كان هذا في 15 آذار، والخونة قد يكونون أفراداً أو جماعات أو أحزاب أو دول".
شهيّب سأل: "ألم تكن جريمة اغتيال المعلم الشهيد خيانة!، نعم، لا بل كانت مؤامرة موصوفة للتخلّص من شخصية نالت وسام لينين للسلام، فكان كمال جنبلاط إحدى العقبات الأساسية أمام سياسات الفرض والهيمنة، لأنه يمثل حركة التغيير الوطني الديموقراطي، وبالتأكيد لا العرب يريدون التغيير ولا الغرب يريدونه للعرب، كان التحريض عليه عربياً عندما وصفوه باليساري الأممي".
وعن اغتيال المعلم قال، "باغتياله، تم اغتيال المشروع الوطني، اغتيال مشروع بناء الدولة، والأقسى إيلاماً اغتيال القضية المركزية للعرب، قضية فلسطين، ولعل ما يجري في غزة والضفة فيما العالم يتفرّج ساكناً أخرساً على المجازر بالبشر والحجر، ورغم أنَّ القضية اليوم في العناية الفائقة، إلا أنَّ هذا الشعب الجبار، لن يُهزم ولن يستسلم لأنَّه صاحب قضية لا تموت".
مُضيفاً، "اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري خيانة أيضاً، لمشروع بناء الدولة، بغض النظر عن ملاحظات البعض على مشروعه، واعتراضنا نحن على بعض ملامح مشروعه الاقتصادي".
وأضاف، "نظام القتل في سوريا لا يحتمل شخصية بوزن رفيق الحريري، لا وزنه الداخلي ولا الدولي، كما لم يحتمل وزن كمال جنبلاط، دخل هذا النظام على دم كمال جنبلاط وخرج على دم رفيق الحريري، و15 آذار، يوم الخيانة، هو وصف يصح على من أوصل البلاد إلى ما وصلنا إليه منذ أن استلم إميل لحود الرئاسة إلى اليوم، ولأننا نسعى إلى التلاقي والحوار لن أُطيل في الحديث عن الخيانة، علّنا نصل إلى انتخاب رئيس يُعيد تكوين السلطة وتشكيل حكومة تشرع بوضع خطة بناء الاقتصاد وإعادة قواه الحيّة ليستقر الجميع".
وفي ختام كلمته قال شهيّب، "نعود إلى كمال جنبلاط، ونحن على بُعد أيام من 16 آذار، فتحيّة وفاء في الذكرى الـ47 لاستشهاده ولرفيقيه فوزي شديد وحافظ الغصيني، تحيّة وفاء للإنسان الذي لم ينطق إلا بالحق، ولم يخف إلا الله، تحية وفاء إلى الذي لم يوافق على إدخال شعب لبنان في السجن العربي الكبير، واليوم، وبعد المخاضات الكبيرة التي يعيشها الوطن، يحاول وليد جنبلاط بما في مقدوره مع تيمور جنبلاط، ومع الحزب، واللقاء الديمقراطي والمخلصين، تجنيب سقوط لبنان في الهاوية الكبرى، يحاول حماية الجبل من الأزمات الصحيّة والتربوية والاجتماعية، ويقوم بما عجزت عنه الوزارات، تحيّة لهما، وتحيّة لكم، رفاقاً أعزاء في الشوف الأبيّ، وختاماً لا بدّ من القول، إن غيوماً كثيرة تلبَّدت وتبدَّدت وبقي ربيع المختارة".
توزيع الدروع على قدامى الحزبيين:
وبعد كلمة شهيّب، قدّمت عرّيفة الحفل نغم خدّاج، التحيّة للمناضلين الشيخ هاني خدّاج والشيخ نصير السعدي وشكيب أبو شقرا ونسيب خداج.
وقُدّمت الدروع التقديرية للمكرَّمين وهم: أنطوان جبور، طانوس أبو رجيلي، رضوان بو ناصر الدين، عفيف أبو خزام، نبيه عمار، أديب غنَّام، رضوان نصر، نعيم غنَّام، منعم غنَّام، رامز أبو خير، عادل غنَّام، رضا عزّام، كمال أبو شقرا، غسان طربيه، عصام غنَّام، عدنان نصر، عباس أبو شقرا، عماد غنَّام، أجود أبو شقرا، فندي طربيه، ذوقان نصر، مفيد أبو خير، وبسام غنَّام.