ما يحصلُ في جبال لبنان وتحديداً في فاريّا وكفردبيان هو أشبهُ بحفلة فرحٍ شتويّة تمتّدُ لأشهر عدّة، في مشهدٍ يختلفُ تماماً عمّا تعيشه بلداتٌ ومدنٌ أخرى من حرب حقيقيّة.

تستحقُّ كفردبيان لقب عاصمة المصايف العربية الشتويّة، أمّا فاريّا الجارة فهي امتدادٌ طبيعيّ للحالة الفريدة التي تشهدُها جبال كسروان من سياحةٍ وأجواءٍ تعكسُ حبّ اللبنانيّين للحياة، أمّا المميّز في شتاء 2024 فهي حفلات الـAprès Ski التي تستقطبُ محبّي السّهر ولكن هذه المرّة في توقيتٍ ولباسٍ مُختلفين. فما سرّ هذه الحفلات التي باتت موضة الشتاء؟

يؤكّد منظّم ومنسّق الحفلات غدي شامي أنّ "نسبة محبّي الموسيقى الالكترونيّة في لبنان زادت بصورةٍ كبيرةٍ في السنوات الأخيرة، خصوصاً وأنّ هذا النوع من الموسيقى أصبح أكثر تنوّعاً ما يستقطبُ الكثير من الفئات الشابّة التي تمارس أيضاً هواية ورياضة التزلّج، لذا فإنّ الجمع بين التزلّج والموسيقى هو فكرةٌ ناجحة خصوصاً في لبنان"، شارحاً، في مقابلة مع موقع mtv: تبدأ هذه الحفلات مباشرةً بعد وقت التزلّج أي نهاراً من الساعة الثانية بعد الظهر وتستمرُّ حتى الساعة الثامنة مساءً، ويحضُر محبّو هذا النوع من الموسيقى بثياب التزلّج للاستمتاع بوقتهم والاستفادة من نهارهم في أجمل مناطق لبنان على الإطلاق.

ويُشير شامي في السيّاق نفسه الى أنّ "الحركة ممتازة في فاريّا وكفردبيان، وتم افتتاح عددٍ من الملاهي الجديدة للنهار والليل، ويُحيي السّهرات والحفلات فيها منسّقو موسيقى من لبنان والعالم، أما الحضور فغالبيّتهم من اللبنانيّين المُقيمين بسبب الأوضاع الأمنيّة التي يعيشها لبنان حالياً".
وماذا عن التّحضيرات لصيف 2024؟ يُجيب شامي: التّحضيرات تجري على قدمٍ وساق، ونستعدُّ لافتتاح عدد من الملاهي الجديدة بمعايير عالميّة، ونعملُ وكأنّ الوضع في لبنان آمنٌ لأننا نأمل أن يكون الصيف المُقبل أفضل من صيف 2023 على مُختلف الأصعدة والذي كان قياسيّاً".

يعيشُ جزءٌ من اللبنانيّين في رعبٍ من الحرب التي تتوسّع في كلّ يوم، أما القسم الآخر فلُبنانه مختلفٌ تماماً، ترفيهٌ وسهرٌ وسياحة داخليّة. مشهدان لا تجدهما إلا في لبنان، بلدُ الانهيار والحرب والسياحة والمعجزات أيضاً!