الجنون الإسرائيلي بلا رادع... ولبنان على صفيح ساخن

21 شباط 2024 06:20:33

لا شيء يشي بأن موعد التسويات قد حان، والمنطقة لا زالت على صفيح يزداد سخونة مع تقدّم الأيام وتصاعد حدّة الاشتباك في غزّة وجنوب لبنان والمناوشات في البحر الأحمر، والنوايا الإسرائيلية في تصعيد الحرب والهجوم على رفح من جهة، واحتمال شن عمليات عسكرية أوسع نطاقاً في لبنان.

لم تنطفئ نار الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الغازية، خصوصاً وأن إسرائيل تبدو عازمة على التصعيد، وما من رادع يمنعها استهداف أي موقع في أي منطقة، وهذا ما أشار إليه وزير حربها يواف غالانت حينما قال "الطيران سيقصف حيث يلزم".

من جهته فإن "حزب الله" يمارس ضبطاً واضحاً للنفس في الميدان، ورغم التصعيد الإسرائيلي الذي استهدف النبطية وأودى بمدنيين، وقصف الغازية، فإن "حزب الله" يتدارك الفخ الإسرائيلي ويتحسب لعدم جره الى الحرب الواسعة. ومرد  قرار "حزب الله" سببان، الأول هو علمه بالرغبة الإسرائيلية في جرّه إلى الحرب التي تُعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكاسب سياسية، والثاني الرسالة الإيرانية التي وصلت إليه عبر وزير الخارجية أمير عبداللهيان، والتي تحدّثت عن ضبط سقوف الاشتباك وعدم الانجرار خلف الإرادة العبرية.

الخبير العسكري العميد المقتاعد خليل الحلو يرى أن "الوضع في الجنوب يتّجه نحو التصعيد، ولا مؤشرات للهدنة، خصوصاً وأن المبادرة بيد الإسرائيلي الذي يريد تدمير كل الأهداف في الجنوب، وإطالة حرب الاستنزاف التي يختبرها لبنان ويعاني خسائرها البشرية والمادية".

وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، يُشير الحلو إلى ربط الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الجبهة الجنوبية بحرب غزّة ورفضه أي مفاوضات قبل وقف إطلاق النار في القطاع، ويُشير بالتالي إلى أن ما تقوم به اسرائيل ورفض "حزب الله" للمقترحات الأميركية والباريسية "يشي بالتصعيد".

إلى ذلك، فإن الأنظار تتجه نحو رفح وما إذا كانت إسرائيل ستقوم بعملية عسكرية واسعة مشابهة لتلك التي حصلت في شمال قطاع غزّة وخان يونس، وتداعيات هذه العملية على النازحين الفلسطينيين، في ظل تحذيرات المجتمع الدولي من تنفيذ هجوم عسكري في تلك المنطقة.

الحلو يلفت إلى أن "ما من موانع تحول دون تنفيذ إسرائيل عملية في رفح، وهذا الأمر متوقع، وذلك رغم الضغوط الخارجية، فمتى ردّت إسرائيل على المجتمع الدولي وتحذيراته؟ وهذا الأمر ينسحب أيضاً على جنوب لبنان، خصوصاً وأن نتنياهو يتعاطى مع إدارة أميركية في أشهرها الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية".

إذاً، فإن منسوب الخطر يرتفع في لبنان والمنطقة، والخشية من جنون إسرائيلي يحرق الإقليم بنيران القصف، وبالتالي يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة في زيادة الضغوط على تل أبيب لوقف هجماتها والركون إلى التسويات، قبل فوات الأوان.