"النسائي التقدمي" واحة نسوية وحقوقية... ومساحة تمكين للسيدات والفتيات لا يستهان بها

17 شباط 2024 19:36:26 - آخر تحديث: 17 شباط 2024 20:03:14

سنة بعد سنة ترسخ جمعية الإتحاد النسائي التقدمي حضورها الفاعل كإحدى أولى الجمعيات النسوية في لبنان، إن لجهة مناهضة العنف القائم على النوع الإجتماعي، أو لجهة المطالبة المحقة بقسمة الأعمال الرعائية غير المدفوعة الأجر بين المرأة والرجل لما للوضع الحالي من إجحاف بحق المرأة وحرمان من حقوقها الإقتصادية، أو لجهة تبني كافة القضايا التي تتمحور حول حقوق النساء وإلغاء جميع أشكال التمييز التي تطالهن، هذا إلى جانب العمل المستمر على التمكين الإقتصادي للنساء والفتيات.  

فخلال العام 2023 استمرت الجمعية، وللسنة الثانية على التوالي في دعم النساء والفتيات الناجيات من العنف، وتقديم خدمات الإستماع الفعّال على الخط الساخن 81155015 الذي وضعته في الخدمة لهذه الغاية، إلى جانب الإستشارة القانونية المجانية، والدعم النفسي الإجتماعي.

إلى ذلك إستمرت الجمعية في توزيع المساعدات العينية على العائلات، وشملت حليب الأطفال (20324 حصة)، حفاضات الأطفال (26393 كيس)، وحفاضات كبار السن (29005 كيس). 

كما واصلت تقديم مساعدات إجتماعية مباشرة إلى نساء وفتيات متعثرات إقتصادياً من المناطق كافة، توزعت بين مساعدات شهرية وموسمية ثابتة ومساعدات طارئة عند الطلب، بلغت قيمتها 60 ألف دولار أميركي، بمعدل 400 مساعدة شهرياً.

وضمن مشروع LAVIE "تمكين النساء لمواجهة فقر الدورة الشهرية" الممول من المنظمة الدولية للفرنكوفونية OIF، نظمت الجمعية حملة من الحلقات التوعوية (41 حلقة) حول صحة النساء والفتيات خلال الدورة الشهرية، توزعت على مختلف القرى والبلدات في المناطق اللبنانية كافة. كما تم توزيع 49 ألف و 155 رزمة فوط صحية، هذا وأنهت الجمعية أعمال تجهيز معمل إنتاج الفوط الصحية في بلدة كفرنبرخ-الشوف الممول بهبة من OIF، وقد بدأ العمل به مطلع العام الحالي.

أطلقت الجمعية  و Park Innovation مبادرة نوعية للفتيات في مؤتمر DigitAll..  الإبتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين تهدف إلى تمكين الفتيات والشباب من خلال تدريبهم على البرمجة وغيرها من المهن الرقمية. 

وفي العام 2023 إستكملت الجمعية سلسلة التدريبات التي نفذتها بالتعاون مع شبكة النساء العربيات من أجل التناصف والتضامن "ثائرة" وبدعم من حزب العمال البريطاني وويست مينيستر فاوندايشن WFD، والهادفة إلى بناء قدرات النساء وتفعيل دورهن داخل الأحزاب السياسية من خلال إعداد قياديات نسويات مؤهلات لتبوؤ مراكز قيادية داخل الأحزاب  وخارجها، وعلى مستوى المجالس النيابية والوزارية والبلدية وغيرها.

وتحت شعار "صوتك قوة" نفذت الجمعية مع جمعيات WOMEN'S VOICE, OXFAM,  و SEEDS  سلسلة لقاءات في العديد من المناطق تمحورت حول مواضيع متنوعة: المرأة والعمل البلدي (الإقليم والغرب)، التحرش الجنسي، الإبتزاز وسبل المواجهة (الجرد والغرب وعاليه)، حقوقك في قانون العمل (الشويفات والمتن)، دور المرأة في تعزيز الديمقراطية (الشوف).

 

ولم تغِب حرب غزة ومعاناة المرأة الفلسطينية عن إهتمامات جمعية الإتحاد النسائي التقدمي، فعمدت إلى تنظيم وقفة تأمل تضامنية مع نساء وأطفال غزة في حديقة جبران خليل جبران قبالة مبنى الإسكوا في بيروت جرى خلالها التأكيد على أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية كما أوصى المعلم الشهيد كمال جنبلاط.

وفي السياق نفسه وبالتزامن مع حملة 16 يوم العالمية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات عقدت الجمعية لقاءً حوارياً تضامناً ورفضاً لكافة أشكال العنف الممارس ضد نساء وفتيات فلسطين، شددت خلاله رئيسة الإتحاد الأستاذة منال سعيد على "وجوب إيجاد آليات حماية للأطفال والنساء أثناء النزاعات".

هذا ووجهت الجمعية تحية فنية وثقافية إلى أهل فلسطين من خلال مسابقة في الرسم حملت عنوان "من ريشتي سلام إلى فلسطين"، أُقيمت في الشوف وشارك فيها أكثر من 200 طالباً وطالبة تراوحت أعمارهم بين 10 سنوات و 18 سنة.

وأيضا وضمن حملة 16 يوم العالمية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات أعدت الجمعية لقاءً حواريّاً تفاعليأً في عاليه ناقشت خلاله أثر الحروب والنزاعات على النساء والفتيات.

وللمناسبة عينها أطلقت الجمعية بالشراكة مع تحالف فامباور ومجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي CRTDA 2023،  نتائج دراسة أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر وأثرها على الحقوق الإقتصادية للنساء، والمنفذة ضمن مشروع We Work.... To Make The Invisible Visible، وكان تأكيد من سعيد على ضرورة قسمة الأدوار الجندرية بين الرجل والمرأة والتي باتت قضية ملحة.

وفي مواجهة وتيرة التصاعد الجرمية لأعداد النساء، ضحايا العنف الأسري في لبنان، وتنوّع وتعدّد أشكال العنف وشموله سائر أفراد الأسرة كالأطفال وكبار السن وذوي الإحتياجات الخاصة، بادرت الجمعية إلى عقد إجتماع نسوي دعت إليه الجمعيات النسائية الفاعلة في مناهضة العنف القائم على النوع الإجتماعي، والهيئات النسائية في الأحزاب وناشطات نسويات وأكاديميات، لوضع أجندة نسوية مشتركة تدفع بقضايا العنف ضد النساء إلى الواجهة، وتعمل على تعزيز آليات التضامن النسوي وتفعيل ثقافة المساءلة والضغط على الدولة لتنفيذ إجراءات استثنائية كخطة تدخل طارئة للحد من العنف، كما جرى القيام بسلسلة من اللقاءات والتحركات لمتابعة هذه القضايا غير أن الأحداث الأمنية في جنوب لبنان حالت دون متابعة هذه اللقاءات التي من المفترض أن تُستأنف خلال هذا العام.

وتجسيداً لمفهوم التعاضد والتكاتف مع المجتمع الأهلي، زارت هيئة منطقة حاصبيا مرجعيون في الجمعية النازحات من بعض قرى الجنوب جرّاء العدوان الإسرائيلي، للإطمئنان عن أحوالهن، وللوقوف عند حاجاتهن، وتخلل الزيارة الثانية تقديم مساعدة نفسية إلى النازحات وأطفالهن.

وفي المجال الصحي نفذت الجمعية حملة توعية حول سرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم، الصحة والحقوق الإنجابية..... وللتوعية حول الصحة النفسية حصة من أنشطة الجمعية، إذ تم تنفيذ العديد من الحلقات التفاعلية والندوات الحوارية التي تناولت أهمية الصحة النفسية وأثرها على الصحة الجسدية والعقلية، إلى جانب تنظيم عدد من الأيام الطبية المجانية.

ولم تهدأ الجمعية على مستوى التمكين الإقتصادي للنساء والفتيات، فقد نظمت فروع "النسائي التقدمي" في مختلف المناطق دورات تمكين تهدف إلى تعليم السيدات مهارة، أو مهنة وحرفة تساعدهن على تحقيق إستقلاليتهن المادية. ومن هذه الدورات: دورات تدوير النايلون، والأقمشة والثياب، دورات الرسم على الزجاج والتي تساهم أيضاً في حماية البيئة عن طريق التخفيف من النفايات الصلبة بتدويرها لإعادة إستخدامها، دورات في المكياج وتزيين الأظافر، وتشكيل الطين بطريقة فنية، الخياطة والتفصيل، صنع الصابون والشمع، وغيرها... إلى جانب دورات في تقنيات الدفاع عن النفس، الإسعافات الأولية ومكافحة الحرائق، وندوات حوارية تناولت كيفية إدارة الإنفعالات وضغوط الحياة، والتفكير بإيجابية ...

كما نظمت الجمعية ورش عمل توعوية إستهدفت الأطفال والشباب، منها: كيفية حماية الأطفال من التحرش الجنسي، التوعية من مخاطر المخدرات، تأثير وسائل التواصل الإجتماعي على نفسية الأطفال والمراهقين، الإبتزاز الإلكتروني وسبل الوقاية منه.

ولضمان تقدم في العمر صحي وسليم، عقدت الجمعية عدة لقاءات تفاعلية توعوية تمحورت حول كيفية الحفاظ على شيخوخة نشطة، وإستثمار طاقات كبار وكبيرات السن، والإستفادة من خبراتهم ومعارفهم.

ولأن العلم حق للجميع أقامت الجمعية دورة في محو الأمية في منطقة الشوف، إستهدفت سيدات لم يتلقين التعليم في سن مبكرة، فكانت هذه  الدورة فرصة لهن لتعلم القراءة والكتابة.

وإحتفاءً بعيد الأم أعدت الجمعية رزمة من الأنشطة الهادفة على إمتداد المناطق اللبنانية، تناولت مواضيع تهم الأمهات، ومنها أهمية الرضاعة الطبيعية، الأمومة الصحية والمتوازنة، الرعاية الذاتية ودورها في تعزيز المناعة النفسية، التغذية السليمة، وغيرها من العناوين.

ولمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، نشطت فروع الجمعية في تنظيم الإحتفالات الميلادية والترفيهية في مختلف المناطق، فنجحت في إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال.

على الصعيد التنظيمي عقد الإتحاد النسائي التقدمي جمعيات عامة في مناطق الشوف، حاصبيا- مرجعيون، وراشيا جرى خلالها عرض لأبرز المشاريع والنشاطات التي تم تنفيذها خلال العام 2023، ووضع خطط عمل للعام 2024، كما جرى تغيير بعض مسؤولات المناطق وتجديد لبعض الهيئات كذلك هو الحال في بعض فروع الجمعية.