شيعت مدينة النبطية في مأتم وطني وشعبي حاشد شهداء المجزرة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في 14 الشهر وارتقى خلالها 7 من آل عائلة حسين برجاوي بغارة لمسيرة معادية استهدفت منزله في المدينة، وذلك تلبية لدعوة من حركة أمل، وجمعية هونين الخيرية، واهالي مدينة النبطية، وبلدات النبطية الفوقا، السكسكية، وعبا.
مراسم التشييع الرسمي انطلقت قبل الظهر من بلدة عبا الى دير الزهراني حيث اقلت سيارات الاسعاف التابعة لكشافة الرسالة الاسلامية الجثامين وصولا في موكب سيار الى باحة النادي الحسيني لمدينة النبطية حيث تولت عناصر الدفاع في كشافة الرسالة الاسلامية حمل الجثمامين التي لفت بالاعلام اللبنانية على اكف المسعفين على ايقاع لحن الشهادة الذي عزفته الفرقة الموسيقية التابعة لكشافة الرسالة الاسلامية وصولا الى المنصة الرئيسية حيث وضعت نعوش الشهداء وهم:
حسين احمد ضاهر برجاوي، وزوجته أمل محمود عودة، وابنتيهما أماني وزينب حسين برجاوي، وفاطمة احمد برجاوي، وغدير عباس ترحيني، ومحمود علي عامر.
وحضر التشييع عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب هاني قبيسي ممثلاً رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، النواب أيوب حميد، أمين شري، حسن مراد، أشرف بيضون، ناصر جابر، وقبلان قبلان، النائب السابق محمد برجاوي، رئيس المكتب السياسي لحركة امل جميل حايك، عضو هيئة الرئاسة في الحركة خليل حمدان، مفتي وإمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، رئيس التيار الاسعدي المحامي معن الاسعد، المسؤول التنظيمي المركزي في حركة أمل يوسف جابر، المسؤول التنظيمي لحركة امل في إقليم الجنوب نضال حطيط وأعضاء قيادة الاقليم وعدد من اعضاء المكتب السياسي والهيئة التنفيذية والمجلس الاستشاري في الحركة، قيادة كشافة الرسالة الاسلامية وفد من حزب الله وممثلين عن الاحزاب والقوى السياسية ، رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل، نائب رئيس الإتحاد العمالي العام حسن فقيه، رئيس وأعضاء جمعية هونين الخيرية، ممثل نقابة المحامين في لبنان المحامي شوقي شريم، قيادات امنية وعسكرية وفعاليات بلدية وإختيارية واجتماعية وإقتصاديةو كشفية وفود من بلدات النبطية الفوقا، هونين، عبا والسكسكية ومختلف المناطق اللبنانية.
مراسم التشييع إستهلت بالنشيد الوطني اللبناني عزفته الفرقة الموسيقية لكشافة الرسالة الإسلامية ثم ألقى مفتي وامام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين كلمة قال فيها:
هي النبطية المسكونة بحبّ الحسين أبي الشهداء: تبلسم اليوم بجراحه جراحاتها.. وتستمطر من صبره جلَداً يُعينها على ألم الفراق.. ومن سنا عليائه تلملم الضوء لدروب عزتها،
ومن فم الخلود تردد ندائه الذي ملأ الأزمنة: "هيهات منا الذلة""، وان إمتزاج الدمّ على ثرى الجنوب بين المدنيّين الصامدين والمقاومين الأبطال بجناحيهم العزيزين أمل و حزب الله... يؤكد إلتحام شعبنا وقوانا مع ثقافة المقاومة وإيمانه بها واحتضانهِ لها، كما ويؤكد بأن المقاومة هوية وعقيدة وقناعةٌ متجذرة.. وليست فصيلاً او حالةً او فريقاً يسهل عزله او هزيمته.
وقال: أن الدمِ البريء الزاكي الذي أريق ظلماً و عدواناً و همجيةً بالأمس في النبطية في منزلٍ آمنً يضمّ أباً و خمسة نساءٍ و طفلين في عمر الرياحين هو فعلٌ يضيف الى سجلِ العدو الخالي إلا من الإجرام و المجازر وصمةً جديدةً ويُثبت تعمّدهُ وإمعانهُ في سحق كل المعاني الإنسانية والمواثيق والشرائع الدولية، فلا غرو حيال هذا الإجرام الصهيوني المتمادي على أهلنا و حرب الإبادة التي يمارسها في غزة، أن نزداد قناعةً و تشبثاً بخيار المقاومة سبيلاً و حيداً لصون وطننا و حفظ أمنهِ وتعزيز قوتهِ و لجم العدو الصهيوني عن مزيد من المجازر التي يقترفها اليوم وفي المستقبل.
وقال: أيها الاخوة و الأخوات ان استجابة مقاومتنا لأستغاثة أهلنا في غزة ،بالحكمة و الشجاعة و البصيرة التي مارستها، تأتي من جهةٍ منسجمةً بوضوح مع قيمنا الدينية وآدابنا الأجتماعية ووالأخلاق الأنسانية في التعاطف مع المظلوم.. وتُبرِزُ من جهة أخرى جهوزية المقاومة وشعب الجنوب لمواجهة أيّ اعتداء محتملٍ على أرض الوطن وترابه ولا يخفى على أحدٍ أطماع العدوّ في أرضهِ ومياهه، وأجزاءٌ منها لا زالت تحت سيطرته.. تفضحُ هذه الأطماع ـ وهو ما يجدر بكل اللبنانيين الذين يهمهم سلامة لبنان وسيادته التنبّه إليهاـ تفضحها توراتهم المزيّفة (تحديداً سِفر التثنية الإصحاح الحادي عشر) الذي يدخل لبنان نصّاً في خارطة دولتهم المزعومة.
ولفت الى "إن وراء الحرب المسعورة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزّة، واعتداءاته الحاقدة على جنوب لبنان تحكي بربرية هذا الكيان ومدى تعطشهِ لإراقة الدماء، يُغريه على ذلك الدعم اللا محدود بالمال والسلاح والذخيرة والإعلام والضغط السياسي الذي تزوده بها الحكومات الغربية على غير إرادة غالبية شعوبها.. على رأس تلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية وسيف الفيتو الذي تقتل فيه فرص السلام، وأخيراً " فيتو" وقف إطلاق النار الجهنمية في غزّة ضد كامل دول العالم تقريباً التي صوتت لصالحه.. لكنّ قانون الحياة وحكايا التاريخ على امتداده تؤكّد أن الحقّ هو المنتصر في نهاية الطريق وأن الكلمة الأخيرة تكتبها الشعوب المناضلة وإن غلَت التضحيات!
الحبّ لله ثمّ الحبّ للوطن حكاية الناس في الدنيا وفي الزمن
وختم: تحيّةً لمقاومينا الأبطال المرابضين على حدود الوطن والشرفِ والكرامة، تحيةً الى المقاومة الديبلوماسية التي هي عينُ المقاومة المسلّحة وترجمانها، وتحيّةً محبّة وإكبار وفخار الى شعبنا الصابر الصامد الراسخ رسوخ هضاب جبل عامل الشامخة والمتجذّر عميقاً في ترابه تجذّر سنديانه وزيتونات كرومه العتيقة، مِن تضحيات الشهداء.. بدورنا الساطعة وزنابقنا الفواحة.. من أكفّ أطفالنا المحنّاة بدم البراءة.. من زنود مقاومينا السمراء.. من فيض القيم الأنسانية السامية في نصرة المظلوم سيبزغ حتماً فجرُ الانتصار. (الحبّ لله ثُمّ الحبّ للوطن حكاية الناس في الدُنيا وفي الزمن)
بسم الله الرحمن الرحيم. واوذوا حتى أتاهُم نصرُنا ولا مُبدل لكلمات الله صدق الله العلي العظيم.
الرحمة والرضوان لشهدائنا الأبرار. والصبر والسلوان لأهلهم الكرام ومحبيهم ولشعب الولاء.
بعد ذلك ام الشيخ صادق الصلاة على الجثامين في قاعة النادي الحسيني في النبطية ، لتنقل بعدها وتوارى في بلدتي النبطية الفوقا والسكسكية .