بالذهب ربما.. أو بوردةٍ أو قبلة أو حتى كلمة واحدة، كلٌّ يعبّر عمّا في قلبه على طريقته. ومع حلول عيد الحبّ، تزدحمُ الأسواق بالعشّاق، تراهم ينقّلون نظراتهم بحثا عمّا سيُسعد الحبيب، ويُشعره بالرومانسية التي تفيضُ في هذا الوقت من العام. ورغم أن الورود تحتل المرتبة الأولى، إلا أن العزّ يبقى للذهب، الذي لا يزال طلبَ العشاق الأوّل.
قد يستغربُ البعض هذا الكلام، ففي بلدٍ غارق بالأزمات من رأسه حتى أخمص قدميه، كيف يمكن أن يحافظ الذهب على مكانته في عيد الحبّ؟
يشير عُديّ غرَيزي، صاحب محل للمجوهرات، إلى أن الإقبالَ جيّد على شراء الذهب، رغم أن الغالبية من الزبائن تختارُ القطعَ البسيطة التي لا تزنُ كثيرا، "حتى أن البعضَ يقصدُنا ويسأل عمّا يمكن أن يشتريه بـ10 دولارات و20 دولارا"، وفق قوله.
"في السنوات الاولى من الأزمة كان الوضع أفضل"، يضيف غريزي، لافتا في حديث لموقع mtv الالكتروني إلى أن المواطنين كانوا يلجأون إلى الذهب باعتباره ملاذا آمنا، وبدل شراء الملابس والأغراض الأخرى باتوا يستبدلونها بالذهب مهما كان حجمُ هذه القطع لانها تحافظُ على ثمنها بعكسِ الاشياء الاخرى.
إلى ذلك، يلفت إيلي طربيه، وهو أيضا صاحبُ محلّ للمجوهرات إلى أن اليومين الاخيرين شهدا إقبالا كثيفا من أجل شراءِ الذهب على عكس ما كان عليه الوضع في نهاية كانون الثاني، وذلك يعود طبعا لحلول عيد الـValentine.
ويوضح طربيه، في حديث لموقعنا، أن هناك تحسّنا في سوق شراء الذهب وذلك يعود للتطور الذي يشهدهُ القطاع، والتنوّع الموجود إن كان بالنسبة للتصاميم أو حتى الأسعار التي ممكن أن تتفاوت بشكل كبير وترضي مختلف الإمكانات، إذ يمكن أن نجدَ الكثير ضمن ميزانية بسيطة، حيث أن هناك قطعا لا تحتوي على أكثر من نصف غرام من الذهب.
ويضيف طربيه: "الذهب يبقى ذهبا، لذلك فإن الإقبال عليه كثيف، خصوصا ان كثرا باتوا يشترون الاونصات والليرات لأن أجورها أرخص، كما أنهم يفضّلون شراء قطع الذهب حتى لا يحتفظوا بـ"الكاش" في منازلهم".
وانطلاقا مما تقدّم، يكشف طربيه أن البعض باتوا يعمدون إلى شراء الليرات او الاونصات للحبيب بدلا من المجوهرات، لأن فيه فائدة أكثر ولا يخسر شيئا من قيمته.
يقول الذهبُ ربما أكثر مما يفعل غيره من الهدايا، خصوصا حينما يتعلق الامر بحبّ نريده أبديّا... ولكن يبقى الأهم، أن نحبّ ونعبّر عما في قلوبنا، اليوم وفي كلّ يوم، ونجعل من الرومانسية زائرا محببا طيلة العام، لا ليومٍ واحد!