Advertise here

"مدام زهقانة" تصرخ  .. وهذا حالها!

10 تموز 2019 12:14:42

لكل مسؤول ولكل مواطن مسؤول  يقرأ هذه السطور، أقول كلمة واحدة، وأكاد أجزم بأنها تعبّر عن شعور الغالبية العظمى من اللبنانيين: زَهِقنا. أو بلغة أقرب وبالعامية: "زْهِقنا"! 

زهقنا تحريضاً وطائفية وتهديداً لمصالحةٍ أصبحت في الواقع، واقعاً مُعاشاً وقيَماً معروفية وتوحيدية، ومسيحية وإسلامية راسخة وثابتة في عقولنا وسلوكنا. فقد تشرّبناها مع الدم والهويّة اللبنانية ، قبل ان يولد بعضكُم، وما زالت راسخةً وستبقى رغم نبشكم للقبور وبث الحقد والتفرقة والعنصرية!

زهقنا زعامات إصطناعية وإمارات وهمية، وأبواب عالية و"مْصَدّيّة".

زهقنا مناورات صغيرة وسخيفة على دم شهدائنا وعلى مستقبل أولادنا. والهدف؟ تبرئة مجرمين هاربين من العدالة أو طموح يبدأ عند الصغار بتعيينات إدارية ، وينتهي عند البعض بكرسي رئاسية!

زهقنا محاصصة ونهباً والتفافاً على اتفاقات ودساتير بهدف ضرب الميثاقية.
والأفظع أن كل ذلك يجري بحجة الحفاظ على العيش المشترك، والوحدة الوطنية!

زهقنا حروب إلغاء وزيارات "كوموندوس" وجولات مكّوكية لتضليل الرأي العام ، تحت غطاء الإنتشار على امتداد الوطن والحريّة السياسية!

زهقنا Show off  وترويجاً دعائياً لكل حركةٍ بلا بركة ، وادعاءات نصرٍ وإنجازٍ مع كل عطسة ، أو غطسة ، أو زلّة قدمٍ "باسيلية".. في وقت لا بالكهرباء أتيتم ولا بخطة واضحة إصلاحية او تغييرية.. وحدث ولا حرج عن السياسة الخارجية  والعلاقات الدولية.. وزلّات اللسان النووية!!

زهقنا شعارات ، تارةً "أوعا خيّك" وطوراً "بيّ الكل" ، وأنتم في الواقع لا تقيمون اعتباراً لصلة رحم ولا لصداقة او حلف، وفي أسفل سلّم أولوياتكم المصلحة الوطنية... 

عذراً فصلة الرحم عند بعضكم بلغت حدود القدسية، حتى صار البلد بيد عائلة حاكمة واحدة، ويكاد يطير بعون من هم من هذه الذريّة!!

زهقنا. بالفعل زهقنا، وبتنا بأمس الحاجة لعقول واعية تخاطبنا، ونوايا صافية تحكم بالعدل بيننا نحن اللبنانيين.. ولمسؤولين حقيقيين يتعاملون معنا بمبدأ المساواة في المواطنية.

بتنا بأمس الحاجة لقضاء نزيه، شفاف وعادل، يقف بوجه كل المهاترات والدسائس العشوائية والعدالة الاستنسابية، وقاضٍ شريفٍ واحد يصرخ بالصوت العالي: لا مجالس عدلية ولا محاكمات إستثنائية ، بوجود محاكم جديرة وجدية قادرة على كشف الحقائق بتحقيقات عادية!