من الشوف إلى أطراف البقاع الغربي تترامى محمية طبيعية نموذجية، تزدان بتنوع إيكولوجي مدهش، تسافر معها داخل غابات الأرز الضارب في أعماق التاريخ، من مجد هيكل سليمان إلى وسط العلم اللبناني، رمزاً للخلود ورفضاً لانكسار الوطن، وعنواناً للشموخ والعنفوان، لتبقى قلباً نابضاً حياً شاهداً على قيامة لبنان.
وبعد نشأتها في العام 1996 وخلال 27 عاماً، استطاعت أن تتحول محمية أرز الشوف الى محمية بحجم وطن، واستطاعت أن تتحول إلى مؤسسة رائدة في مجالها، وذلك بشهادة الخبراء والمراقبين والمطلعين على مسيرتها العلمية.
إداراة نموذجية دأبت في عملها على تطوير المحمية لتصبح نموذجاً يحتذى به في كل بقاع الارض.
ففي ظل الأحداث الكثيرة والتحديات التي تواجه لبنان، شكّل الإجتماع السنوي لمحمية أرز الشوف نقطة تواصل هامة للإدارة وفريق عمل المحمية والبلديات المحيطة.
عقد الإجتماع في فندق "قصر المير أمين" - بيت الدين، بحضور النائب اكرم شهيب، نورا جنبلاط، رئيس اللجنة فيصل أبو عز الدين، عدد من رؤساء بلديات المحيط الحيوي وفريق عمل المحمية.
بداية النشيد الوطني، فالوقوف دقيقة صمت على روح من فقدتهم المحمية في العام 2023، وهم: رئيس لجنتها منذ العام 2001 المحامي شارل نجيم ورئيس بلدية نيحا وهيب غيث، وشركاء المحمية زياد سماحة ومدير جمعية "تنمية الريف" علي عز الدين.
أبو عز الدين
وبعد تقديم المنسق الإداري سامر ذبيان للقاء، شدد رئيس لجنة المحمية فيصل أبو عز الدين على أهمية دورها في الحفاظ على البيئة والتوازن البيئي، مشيرا إلى الإنجازات التي تحققت على مر السنوات، مؤكدا "ضرورة توسيع نطاق البرامج والمشاريع لتلبية احتياجات المجتمع المحلي، والتكيف مع التحديات البيئية الحالية".
جنبلاط
أما نورا جنبلاط فلفتت الى أن "سر نجاح هذه المحمية أن جميع الحاضرين في الإجتماع هم من فريق عمل السفينة، وليسوا ضيوفا عليها، والكل يلعب دوره بإيجابية وفعالية، مما يجعل هذه المحمية تتقدم سنة بعد سنة".
وأشارت إلى "توسع العمل جغرافيا، ليشمل محميات أخرى، أهمها محمية جبل حرمون"، مرحبة بـ"القرى الثلاث التي انضمت إلى المحيط الحيوي للمحمية: بطمة وباتر والورهانية".
شهيب
من جهته، عرض شهيب لرؤيته ومواكبته للمحمية منذ 27 عاما ومن اليوم الأول في العام 1996، وشكر مؤسس المحمية وليد جنبلاط على "هذا المشروع الذي أثبت فعاليته لحماية البيئة والإنسان في آن واحد".
كما شكر جهود نورا جنبلاط، ورحب بالمحامي شكري حداد لإنضمامه إلى عائلة المحمية، منوها بـ"الجهود التي يبذلها فريق العمل، وعلى رأسه مدير المحمية الدكتور نزار هاني".
عرض تصويري
وتخلل الاجتماع عرض تصويري قدمه مدير المحمية وكمال أبو عاصي وفريق العمل، أبرز تأثير المحمية في إدارة الغابات والزراعة المستدامة.
وأشار العرض الى أنه "من خلال الأرقام، تم خلق حواجز للنيران تغطي مساحة 30 هكتارا، وتحويل 33 طنا من الكتلة الحيوية إلى وقود بيئي، وتأهيل 20 هكتارا من المدرجات الزراعية. كما أثبتت المحمية دورها الاجتماعي والاقتصادي، حيث خلقت حوالي 700 فرصة عمل، وقدمت تدريبا لأكثر من 2000 شخص في مواضيع الزراعة المستدامة".
ولفت الى أن "النقلة النوعية كانت في الحصص الغذائية التي قامت المحمية بتوزيعها على 2250 مستفيدا والتي تضمنت اصنافا من المونة البيتية، التي يصنعها صغار المزارعين والمنتجين. بالإضافة إلى إطلاق هيئة إدارة الوجهة السياحية "الشوف الوجهة" وكل ما تم تحقيقة في مجال التطوير السياحي، وتحسين نوعية الخدمات. وكذلك مركز الخدمات الزراعية، الذي هو قيد الإنشاء، ويضمن إستمرارية برامج الزراعة المستدامة وزيادة الإنتاج الزراعي السليم، والحفاظ على الأمن الغذائي".
الجلسة الاولى
وكانت الجلسة الأولى تقنية خصصت للتقييم الذاتي الذي تقوم به المحمية، مع كافة أعضاء فريق العمل، تم خلالها عرض نتائج التقييم السنوي، وأهم النشاطات الإدارية التي سيتم العمل عليها وتحسينها خلال العام 2024.
الختام
وختم الإجتماع بتأكيد "الالتزام بمواصلة البرامج البيئية، وتوسيع نطاق عمل المحمية، لتلبية احتياجات المجتمع المحلي والتكيف مع التحديات الراهنة، التي تزداد يوماً بعد يوم، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان"، وشكر الجهات الدولية الخاصة والعامة التي تدعم المحمية وتساندها في برامجها المختلفة.