لبنان في 2023... زلازل وفيضانات وساعة بتوقيتَين

31 كانون الأول 2023 13:58:55

ينقضي العام 2023 مخلّفاً وراءه سلسلة أحداث رسخت في الذاكرة، وفاقمت من معاناة المواطن اللّبنانيّ، الذي على الرغم من أنّه سيستقبلُ عاماً جديداً، إلّا أنَّ الأزمات المتراكمة سترافقه مع بداية العام 2024.

ونستعرضُ أبرز الأحداث الصادمة التي طبعت العام 2023:


هزّات ارتداديّة
كان للزلازل حيّزاً كبيراً في العام 2023، إذ بعد زلزال تركيا شعرَ سكان العاصمة في لبنان بهّزة أرضية هي الأقوى منذ سنوات، ما دفع بعض المواطنين إلى إخلاء منازلهم والنزول إلى الشارع.
وتوالت الهزّات الإرتدادية في المناطق اللّبنانية كافة، غارسةً الخوف في نفوس المواطنين. 

توقيتان مختلفان 
استيقظ لبنان على توقيتين مختلفين، إذ أثار قرار الحكومة تأخير العمل بالتوقيت الصيفي إلى ما بعد شهر رمضان جدلاً واسعاً، مع إعلان مؤسسات عدّة عدم التزامها به.
كما أعلنت قوى سياسية مسيحية والبطريركية المارونية رفضها للقرار، ما أدّى إلى ردود فعل وانقسامات في المجتمع، لتعود وتتراجع الحكومة عن هذا القرار.

أمطار غزيرة وفيضانات
ككلّ عامٍ، ومع "أول شتوة" تسببت الأمطار الغزيرة بفيضانات على الطرقات، ما أدّى إلى احتجاز المواطنين لساعات على الطرقات، وغرق سياراتهم، مخلّفةً بذلك أضراراً جسيمة على المواطن.
وأدّت الأمطار الغزيرة في الكرنتينا إلى غرق الآليات بسبب ارتفاع مستوى المياه وفيضان "نهر بيروت".

هذا، وغرقت آليات في نفق المطار، ما استدعى انقاذ أحد المواطنين العالقين بداخلها.


 
غرق المطار
لم يسلم مطار رفيق الحريري الدولي من السيول، بل كانت لهُ حصّة كبيرة، إذ تسربت المياه بتدفقٍ هائل إلى قاعتي الوصول والمغادرة وصالون الشرف والمنطقة الحرة، في مشهدٍ يرسّخ غياب الدولة وتقاعسها عن القيام بأدنى واجباتها.

مبنى المنصورية 
وفي حاثة مأساوية، أدّت الأمطار الغزيرة إلى انهيار مبنى سكني في المنصورية، موقعاً ثمانية ضحايا من السكّان، في حين شرّد 40 عائلةٍ أخرى وسط دعوات لمحاسبة المقصّرين والمتسببين بالكارثة، إنما دون جدوى.

سقوط طائرة استطلاع للجيش 

في حادثةٍ حزينة، تحطّمت مروحية تابعة للجيش اللبناني قرب ثكنة حمانا العسكرية شرق بيروت، ما أسفر عن مقتل النقيب جوزف حنا والملازم أول ريشار صعب.


جرائم هزّت الشارع اللبناني
هزّت الجرائم المجتمع اللّبناني، ففي زحلة قُتلت الشابّة ماريا حتّي على يد شبل أبو نجم قبل أن يقدم على الإنتحار.

وفي عكار توفيت الطفلة لين طالب نتيجة تعرّضها لاعتداء جنسي من قبل خالها، فبعد التحقيق مع العائلة التي اتبعت سياسة الكذب والانكار، تمّ اكتشاف الحقيقة بالأدلة والبراهين. 

أرقام صادمة لحالات الإنتحار

في مؤشرٍ خطير مع ازدياد الأزمات وشدّة حدتها، وفي رقمٍ صادم لعدد حالات الانتحار الذي بلغَ 79 حالة إنتحار، خلال الـ 6 أشهر الأولى للعام 2023، بعدما سجل العام الماضي في الوقت نفسه 52 حالة، وهذا يعني أن نسبة حالات الإنتحار إرتفعت 52%.

حرائق 
لم يسلم العام 2023 من الحرائق التي أدّت إلى سقوط الضحايا، بالإضافة إلى تآكل الغابات والأحراج بفعل الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف.
وفي التفاصيل، لقي 3 سجناء مصرعهم وأصيب آخرون في سجن زحلة، بعد اندلاع حريق كبير.
كذلك، سقط شهيد من الدفاع المدني أثناء عملية إطفاء لحريقٍ في أحد مستودعات الأقمشة على طريق المطار وأصيب آخرون.
وفي واقعة مخيفة، اندلع حريق كبير في أحد محال "البالة" في طرابلس، بسبب ماس كهربائي، وأتى الحريق على أجزاء كبيرة من بسطات البالة في المحلة وطاول محيط المنازل في حارة البرانية والجوار .
وسمعت أصوات إطلاق نار كثيف لإيقاظ الأهالي من النوم وسحب سياراتهم من المنطقة والمشاركة في أعمال الإطفاء وكذلك سمعت انفجارات عدة ناتجة عن انفجار قوارير الغاز داخل البسطات، ما تسبب بذعر لدى المواطنين، في حين اقتصرت الأضرار على الماديات.


أمّا حرائق الغابات والتي ارتفع منسوبها خلال الأعوام الماضية، حيث  اجتاحت حرائق الغابات الشديدة عدةَ أجزاء من البلاد، مع اندلاع الحرائق في محافظتي عكار والشمال بشكل شبه يومي، بالإضافة إلى الحرائق في البلدات الجنوبية بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ عدّة أشهر، مخلّفةً تشوّهاً في طبيعة لبنان الخضراء.

قد يكون العام 2023 من أصعب الأعوام على لبنان وشعبه، إنما إرادة هذا الشعب تنتصر دائماً في تخطّي الصعاب والتعايش مع الأزمات، مكللين العام 2024 بالأمنيات والأمل علّه يحمل السلام والأمن.