انتكاسةٌ فرنسية... فهل يتجدّد الحراك القطري بعد رأس السنة؟

23 كانون الأول 2023 08:48:09 - آخر تحديث: 23 كانون الأول 2023 08:48:10

طوّق الملف الرئاسي باحتمال إعادة تحريكه سواء من الداخل أو من الخارج بعد رأس السنة.


على أنّ ما لفت اليه مرجع سياسي مسؤول عبر «الجمهورية» هو «أنّ ما اشارت اليه وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا في زيارتها الاخيرة الى بيروت، حول توجّه فرنسي لحضور اكبر وتحرّك اكثر زخماً في الملف الرئاسي بداية السنة الجديدة، أُصيب بانتكاسة في الايام الاخيرة، ربما تكون قد فشّلته او فرملته قبل أن يبدأ، واثارت شكوكاً حول امكان نجاح ايّ مبادرة او وساطة فرنسية تمكّن باريس من لعب دور الوسيط النزيه من جديد في الملف الرئاسي».

 

فهذه الانتكاسة، يضيف المرجع عينه، «تجلّت في ما قاله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل يومين، في مقابلة صحافية مع قناة «فرانس 5»، ووصفه «حزب الله» بـ«المنظمة الارهابية»، متبنياً النظرة الاسرائيلية الى الحزب، وقافزاً فوق المقاربة الفرنسية التي لطالما تردّدت على لسان اكثر من مسؤول فرنسي، وأكّدت على التمييز بين ما يُسّمى الجناح العسكري للحزب المدرج على اللائحة الاوروبية للمنظمات الارهابية، وبين جناحه السياسي الذي يمثّل شريحة واسعة من اللبنانيين، وقوة سياسية وازنة لا بدّ من التعامل معها. وقافزاً ايضاً فوق ما كان انفتاحاً فرنسياً دائماً على «حزب الله» وتجلّى في لقاءات متتالية معه، سواء عبر السفارة الفرنسية في بيروت او عبر الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وايضاً عبر ماكرون نفسه الذي سبق والتقى رئيس كتلة «حزب الله» النيابية النائب محمد رعد. وهو، اي الرئيس الفرنسي، صاحب المقولة الشهيرة بأنّه ليس من شأن فرنسا ولا أية قوى خارجية بأن تقيّم حسن سلوك أية قوة سياسية ممثلة في لبنان، إنّها فقط مهمّة الشعب اللبناني».

هذا الموقف الفرنسي، يقول المرجع المسؤول، يُدخل ايّ حراك فرنسي جديد من الملف الرئاسي، تلقائياً إلى دائرة التشكيك في إمكان نجاحه، بل في مقبولية وساطته من اساسها، لأنّه ينطلق من خلفية العداء لطرف لبناني له حضوره ودوره وكلمته في الاستحقاق الرئاسي.

 

من هنا، يؤكّد المرجع عينه، إنّ موقف ماكرون، نحّى فرنسا عن دور الوسيط النزيه، واخرجها من موقع المزاحم للمسعى القطري حول الملف الرئاسي. وبالتالي عاد هذا المسعى ليحتل موقعه كفرصة يُعوّل عليها لاتمام الاستحقاق الرئاسي، وثمّة مؤشرات أكيدة بأنّ الحراك القطري سيتجدّد بعد رأس السنة، وخصوصاً انّ الموفد القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني قد حقّق في زياراته السابقة تقدّماً مهمّاً  ُيبنى عليه».