في ظل الأجواء المشحونة في العالم بأسره وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وحتى الأمني الذي تشهده كل دول العالم، يحافظ سعر النفط عالمياً على استقراره منذ اكثر من شهرين مسجلاً77 دولارا سعر البرميل الواحد .
ولا شك أن سعر النفط يشكل مؤشراً مهماً للاقتصاد. فالنفط هو المورد الأكثر استخداما في العالم، وقد اندلعت حروب عديدة بسبب الذهب الأسود. والجميع يراقب عن كثب أسعار النفط الخام .
فما هي أسباب استقرار سعر النفط عالمياً منذ حوالى شهرين وإلى متى سيستمر؟
وكيف ينعكس هذا الأمر على أسعار المحروقات في لبنان ؟
عن هذه الأسئلة يجيب عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات الدكتور جورج البراكس الذي قال في حديث للديار : عندما اندلعت عملية طوفان الاقصى في السابع من شهر تشرين الاول الماضي كان سعر برميل النفط برنت يناهز 84 دولارا اميركيا، وتحت وطأة تحرك الاساطيل الاميركية والغربية والخوف من تمدد الحرب الى نزاع اقليمي أو حتى اكبر من ذلك والمواقف العالية اللهجة التي اخذتها ايران واليمن الدولتان اللتان لهما تأثير كبير في مضيق هرمز وباب المندب حيث ممر عدد كبير من بواخر النفط، ارتفع سعر البرميل ليتخطى 93 دولارا ولكن مع الوقت زال هذا التخوف وحل محله ترجيح بأن النزاع سيبقى محصوراً في غزة و "اسرائيل"، بالرغم من دخول اليمن الى الحلبة وتنفيذ بعض العمليات العسكرية إن من ارسال صواريخ نحو ايلات في جنوب "اسرائيل" أو اعتراض وحجز بواخر اسرائيلية في البحر الاحمر، وعادت اسعار النفط الى التراجع.
ويتابع البراكس: منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط وحلفاؤها OPEP+حاولت التدخل للجم انخفاض الاسعار واعلنت بعد اجتماعها يوم الخميس الماضي قرارها
بمواصلة خفض انتاجها حيث قررت المملكة العربية السعودية تمديد خفض انتاجها بمعدل مليون برميل يومياً لغاية نهاية شهر اذار 2024 وواكبتها روسيا بمئتي الف برميل يومياً وكذلك الامارات العربية والعراق والكويت بما مجموعه 700.000 برميل يومياً. ولكن بالرغم من ذلك تابع سعر البرميل انخفاضه ليصل اليوم الى ما دون 77 دولار.
وحول أسباب هذا التراجع والإستقرار في أسعار النفط رأى البراكس أن الاسباب الرئيسية لهذا الوضع هو الانكماش الاقتصادي على المستوى الدولي وتراجع نسب النمو اضافة الى تراجع الانتاج الصناعي في الصين إضافةً إلى ارتفاع الانتاج النفطي في الولايات المتحدة الاميركية وارتفاع حجم المخزون الاستراتيجي الذي لامس ارقاماً قياسية مما يزيد الكميات المعروضة في الاسواق الدولية.
متوقعاً ان يستمر هذا الوضع لفترة.
ورداً على سؤال حول انعكاس استقرار سعر النفط عالمياً على أسعار المحروقات في لبنان قال البراكس : بما ان اسعار المحروقات في لبنان تتأثر باسعار النفط الدولية وبسعر صرف الدولار في الاسواق المحلية وبما ان الدولار الاميركي ثابر على استقراره على سعر 89700 منذ اكثر من شهرين، فكان من الطبيعي ان تتراجع الاسعار في الاسواق اللبنانية. فمن 7 تشرين الاول ولغاية اليوم انخفضت صفيحة البنزين 199000 ليرة (من 1760000 الى 1561000) والمازوت 218000 ليرة (من 1764000 الى 1546000) متوقعاً ان نشهد مزيداً من الانخافض في الفترة المقبلة.