Advertise here

آخ يا بلدي.. موجوع!

05 تموز 2019 20:19:27

 

أعجب ممن يقرأ التاريخ كيف لا يستشرف المستقبل؟
أعجب ممن يقرأ التاريخ كيف يكرّر أخطاء الماضي؟
أعجب ممن يقرأ التاريخ كيف لا يشد على وطنه ويحميه بالنواجذ ويذود عنه برموش العيون.. أعجب لمن يقرأ التاريخ كيف يرى الفتنة ولا زال يقبل أن يكون أداة لها عوض العمل على وأدها تحت تاسع أرض وكتم أنفاسها وانفاس كل المحرضّين الطامعين بهذا البلد...
الم تكفنا خمسة عشر عاماً انقطع فيها النفس تحت الجزمة؟ 
ألم يعد يذكر  كم عانى هذا الشعب لإزاحتها؟
ها هي تطلّ برأسها من جديد وبحلل جديدة.. ماذا يفعل؟ يعمل جاهدا لإعادتها؟! 
إن كان يدري فالمصاب عظيم وإن كان لا يدري فالمصاب أعظم !..
 آآآخ يا بلدي.. آخ أنا موجوع..
"بلدي حبيبي يا وطني الغني بأرضك الخصيبة وجوّك الهني .."
ماذا يفعل بك من يدعي أنه ام الصبي؟ ماذا يفعل بك من يدّعي أنه متيّم بحبك؟ ماذا يفعل بك؟ ومن أجل كرسي؟؟!
 كيف العمل وما السبيل؟ أسقط في يدي يا بلدي فالدموع وحدها  لا تصلح الحال.. ولا الأنين ولا الوجع ..
موجوع يا بلدي.. موجوع.. وهو مني لا يسمع..
  أرجوك يا بلدي تسمعّه وتهديه.. أرجوك يا بلدي لأنه وحدك ممكن تصحّيه؟ تأتيه في المنام... أو تصرخ له في الأحلام.. أو باليقظة توعّيه..
لعلك تصرخ في وجهه  أن  نكئ جراح دملناها وإثارة أحقاد محيناها ليست مفخرة يسير في ثناياها.. وفي أي منقلب ذلك سيرميه؟  هلا نبهته يا بلدي بأنه بات مثال للفتنة المتنقلة تعصف في كل الإتجاهات؟ 
صيغة المناصفة جميعاً قبلناها..  فإلى اين يريد أن يصل؟ ألا يدري أن اي فتنة جديدة ستطيح بهذه الصيغة وبالبلد؟ ألا يرى أن أي فتنة جديدة تحصل ستكون مدخلا لمن سبق وطرح مؤتمرا تأسيسيا يعبر من خلاله للمطالبة ولفرض المثالثة بعد أن تكون الفتنة مهدت الطريق لها؟
 ماذا يفعل؟ وإلى أين يأخذ البلد؟ 
ماذا فعل غير الضرب على الوتر الطائفي وتهييج الغرائز من أجل الحشد؟ 

نعم، التهييج الطائفي يربحه ويحشد له أصواتا ويجرّ الناس ورأءه جراً؟ أهذا ما يبتغيه؟ أهكذا يفهم الإصلاح والتغيير؟ ألا توجد مبادئ وقيم في التيار الوطني الحر يعمل من خلالها لتحقيق إنجازات حقيقية؟ بلى.. هي موجودة لكنه فشل لغاية الآن في تحقيقها..
 
هلا يا بلدي أخبرته أن الإصلاح والتغيير بات شعارا بلا مضمون بلا قدمين.. وانه ضرب الإصلاح وأطاح بالتغيير.. وأن من كان ضدّهم فعل مثلهم..
هلا أخبرته يا بلدي أن تياره كان يضم الآلاف من غير الموارنة ومن غير المسيحيين
فماذا بقي؟ بقي هو الممثل الشرعي الأقوى إنما لقسم من المسيحيين المستعدين للذهاب معه في أي إتجاه.. أهذا ما يفرحه؟
هلا قلت له يا وطني بأن رصيده الحقيقي أنفق واستهلك بالممارسة..ولى الزمن الغابر، الشباب اللبناني لم يعد بسير معه مغمض العينين..هذا الشباب ينتظر منه ليس إثارة غرأئزا لشد العصب إنما المساهمة في تحقيق سلاما إنسانيا واحدا لا يفرّق بين إسلام ومسيحية ..هذا الشباب ينتظر منه كهرباء طالما وعده بها وبيئة نظيفة بات يحلم بها.. ينتظر منه فكراً يفتح له ابواب العلم والعمل  ورؤية مستقبل مُطَمئِن يؤمن له التشبث بأرضه والتجذر فيها  وليس تحدي وتناحر وضرب سيوف..
على ارض الواقع هذا الشباب بات طموحه وطموح أهله السفر، لكن.. وإلى أين ؟
هلا أخبرته يا بلدي أنه عوض فتح الآفاق المشرقة فيك يا بلدي تراه يقفل كل الآفاق بالتكافل والتضامن مع من مثله في الحكم.. 
أخبره يا بلدي انك انت الأبقى وانك أنت الأغلى وأننا لا نبدل ترابك بكنوز الدني..
أخبره يا بلدي أنه سارع وساهم بالتسويق لفرض ضرائب على الفقراء فيما لم ينظر او يقفل ولا مزراب من مزاريب الهدر التي باتت تنخر جسدك والتي واحدة منها وهي لا تحصى واحدة فقط كافية لتجبي أضعافا مضاعفة مما سيُجنى من جيوب هؤلاء الفقراء.. وهو لم يرفّ له جفن؟!!
موجوع أنا يا بلدي..موجوع
هلا قلت له يا بلدي ما قاله السيّد المسيح السلام على إسمه: 
" مرتى مرتى تهتمين بأمور كثيرة ...والمطلوب واحد".
هلا أخبرته يا بلدي بأن الكل منا موجوع ومجروح وعلى الجروح لا يزيد جروح وبأنك بلد للكل؟
المصالحة أرسيَت فليعمل على تثبيتها ..فليعمل بالمحبة وليس بالإقصاء.. فالمحبة وحدها تجمع ونتلاقى كلنا فيك أحباب، نبني يدا بيد ونصلح الفساد وما أصاب النفوس من خراب..

على هذه الدرب هلا هديته يا بلدي؟ 
إن لم يهتدي.. فليهدني الله وليهديه..