Advertise here

من دار الطائفة الدرزية إلى عين التينة... جنبلاط يكسر خطاب الفتنة

04 تموز 2019 14:48:38

من المفترض أن يؤسّس اللقاء الذي حصل في عين التينة برعاية الرئيس نبيه برّي، وضمّ إليه الرئيس سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، لمرحلةٍ جديدة من التعاون بين هذا الثلاثي، وبين كل المكونات الأخرى أيضاً، لأن الجميع يرفض الدخول في منطق الأحلاف أو التكتلات، وهذا أبعد ما أن يكون لبنان بحاجة إليه. ومما لا شك فيه أن اللقاء اتّسم بأهمية في هذا الوضع الدقيق الذي تمرّ فيه البلاد. وبحسب البيان الصادر عن عين التينة، فإنه يشدّد على مبدأ تبديد الشوائب التي طبعت المرحلة السابقة. وهو ما يعني أنه بالإمكان المراهنة على توسيع مروحة الاتفاقات والتفاهمات التي لطالما مثّلت الدينامية اللبنانية، والتي تحفظ التنوّع، وترتكز على مبدأ عدم إلغاء أي طرف، أو محاولة إحراجه أو تحجيمه.

في هذا السياق، كان وليد جنبلاط قبل اللقاء، يصوّب البوصلة، ويوضح حقيقة الموقف، بأن الحزب الاشتراكي لا يريد التصعيد. ولكن إذا ما فرُضت عليه المواجهة من أي طرف فسوف يكون جاهزاً لها، وبهدوء، وعلى طريقة جنبلاط المعهودة في السياسة، خاصةً وأنه معروف ببغضه للعبة الأمن، وهزّ الاستقرار. 

فما حصل في الجبل يجب أن يكون صفحةً يتم العمل على معالجة ذيولها، وتبديد هواجس كل القوى، لأن لبنان لا يستقيم أو يستمر بدون التوازن فيه. وهذا منطقٌ يعرفه الجميع، وأجمع عليه لقاء عين التينة، وعلى مختلف القوى الالتزام به بعيداً عن الاستعراضات التي لا تؤدي إلّا إلى المزيد من التوتر.

فخطاب جنبلاط الهادئ والمنفتح جاء ليستعيد المبادرة، وليعكس الصورة المناقضة لكل التصعيد الذي دأب عليه الفريق الآخر طوال الأيام الماضية. فحماية السلم الأهلي وأمن الدولة يقتضي كلاماً كالذي أعلنه جنبلاط من دار الطائفة الدرزية، وليس كلاماً من قبيل الاتهام بنصب كمين مسلح، وتنفيذ محاولة اغتيال.

نعم ما قاله وليد جنبلاط شكّل رافعة للأمن والاستقرار في البلد من جديد. فالفتنة أشد من القتل، ولكن للأسف فإن خطاب فريق عريضٍ في البلد بات يقوم على تغذية الفتنة، ويعود ليحاضر بالانفتاح والعيش المشترك...