Advertise here

عن "الكمين" الذي نُصب للبلد!

04 تموز 2019 11:27:00 - آخر تحديث: 04 تموز 2019 12:03:07

رحم الله الضحايا 

ضحايا الزيارة التي ذكرتنا بزيارة المرحوم نعيم مغبغب الى الباروك، ونحمد الله انها لم تصل الى نفس النهايات الخطيرة، رغم غلاوة من سقطوا قتلى وجرحى. 

رحم الله ضحايا اصرار الوزير الغريب على اتمام الزيارة ولو على نهر من الدم، رغم تقدير الزائر ومرافقيه لخطورة المضي فيها واتخاذ القرار بإلغائها.

الم يكن من الأجدى في ظل الغليان الشعبي، ان يبقى معالي وزير الدولة في قريته بدل ان يذهب الى شملان لثني الوزير باسيل عن قراره بإلغاء الزيارة. 

الم يكن من الأجدى ان يستخلص معاليه، من محاولة الوزير اكرم شهيب لفتح الطريق، عبرة بأن الوضع ليس تحت السيطرة، وان الأهالي لن يتراجعوا عن موقفهم الرافض للزيارة. 
الم يكن الأجدر بمن تشاور معهم معالي وزير الدولة، ان يسدوا نصيحة عاقلة حاجبة للدم، وان يكتفي الزائر من الغنيمة بالإياب. 

رحم الله ضحايا سوء التقدير، وسوء التدبير، بإدخال الرأس في وكر الدبابير. 

اي كمين محكم، بقرار مسبق، هذا الذي استغرق إعداده، عدة دقائق تفصل بين الوصول الى شملان والعودة منها. 

الكمين الحقيقي، هو الكمين الذي نصب للبلد، للعودة الى اجواء الحرب الأهلية المقيتة. 

الكمين الحقيقي هو الكمين المنصوب للمصالحة التاريخية في الجبل. 

الكمين الحقيقي هو الكمين المدشم بالخطابات الاستفزازية، والعبارات المسمومة 

الكمين الحقيقي، هو تلقيم مسدس الكلمات، في كنيسة سيدة التلة، رغم امتعاضنا، وقبول وليد جنبلاط، لياقة ورزانة ادخال من لم يكن طرفا في النزاع، الى مصالحة لا ناقة له فيها ولا جمل، فقط للحفاظ على السلم والتعايش. 

الكمين الحقيقي، هو العراضات المدججة بالمواكب، التي تمر من امام قصر المختارة، رافعة الشعارات والهتافات، التي يصل صداها الى اذان حراس القصر، فيديرون الأذن الصماء بِنَاء لطلب البيك . 

الكمين الحقيقي هو محاولة  تغيير ميزان القوى في الجبل، بالدم، الذي يبقى أغلى علينا من بؤبؤ العين أياً كان النازف او القتيل. 

لن نعود الى الوراء أبدا، فقد تراجعنا حقناً للدم حتى اصبح ظهرنا الى الحائط. 

ولن نعود الى زمن ما قبل المصالحة مهما غلت التضحيات، والمصالحة خط احمر، رسمه الموارنة والدروز، بشغاف القلوب المغسولة بعد جفاء الحرب، ولن تمحوه القلوب المجبولة بالحقد. 

والتنوع ضمن الوحدة عند الدروز نحن من اطلقنا عنانه، يوم كان بالامكان التفرد بالزعامة والقرار، فكيف الان ونحن نسعى الى دولة يتساوى فيها الجميع، في حقهم باختيار اي طريق يشاؤون في السياسة. 

نسعى للديمقراطية ويسعى غيرنا للإلغاء ان الإرهاب الفكري الذي يمارس علينا، والاستقواء بموازين القوى الظرفية والآنية، والمؤامرات من داخل الحدود ومن خارجها، لن ترهبنا، ولن تجرنا الى ما لا نريد. 

ووحدة الجبل كما كانت عصية اثناء حرب الآخرين علينا، هي الان عصية بمختلف مكونات هذا الجبل الشامخ، من كل الطوائف والمشارب والأحزاب، على من يستهدفها. 

وان اي ضحية سقطت نتيجة الكمين المنصوب للجبل في الغرف السوداء، ترقى الى مصاف الشهادة في سبيل الوحدة والسلم الأهلي، مهما صورها البعض، سببا للانقسام. 

رحم الله من نظر فاعتبر.