جنبلاط يطالب الأحزاب الاشتراكية بالضغط لفرض وقف النار وإدخال مساعدات الى غزة: التحدي يجب أن يكون بوجه الايديولوجية الصهيونية
19 تشرين الثاني 2023
12:22
آخر تحديث:22 تشرين الثاني 202321:09

Article Content
أقامت منظمة الشباب التقدمي لقاءً حوارياً تفاعلياً حول القضية الفلسطينية ومستجدات الحرب على غزّة بين الرئيس وليد جنبلاط وممثلي المنظّمات المنضوية في اتحاد شبيبة الاشتراكية الدولية، من دول أوروبا، وأميركا اللاتينية، وأفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي، انطلاقاً من موقع المنظمة كعضو في الاتحاد والمسؤولية الملقاة على عاتقها لجهة الإضاءة على القضية الفلسطينية في صفوف الشباب حول العالم، من أجل بلورة رأي عام مناصر للشعب الفلسطيني بوجه جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
افتتح اللقاء بكلمة من عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي وممثلة المنظمة في اتحاد الشبيبة الاشتراكية الدولية رينا الحسنية التي أكدت على التزام الحزب والمنظمة بالقضية الفلسطينية.
*جنبلاط*
من جهته لفت جنبلاط إلى أنه ورث القضية الفلسطينية من المعلّم الشهيد كمال جنبلاط، مذكّراً أن "فلسطين محتلة منذ 75 سنة، والضفة الغربية وغزة منذ 56 سنة، ثم عاد وانسحب الإسرائيليون من غزة في العام 2005، لكن بقي القطاع من أكثر المناطق اكتظاظاً، وبقي معسكر اعتقال كبير محاطاً من إسرائيل".
جنبلاط ذكّر أيضاً أن "بعض المزايدين من الأحزاب القومية العربية قالوا إنهم يُريدون رمي اليهود من نهر الأردن إلى البحر، لكن أنا - كما كمال جنبلاط - قلنا بحل الدولتين، ورفضنا التطرّف الذي لن يوصل إلى مكان، وحل الدولتين كان عملياً قبل 30 عاماً بعد اتفاق أوسلو، لكن اليوم بات هناك في الضفة الغربية وحدها نحو 800 ألف مستوطن، فكيف يُمكن تطبيق حل الدولتين؟".
وأضاف جنبلاط: "أنا لا أعتبر فعل "حماس" فعلاً إرهابياً، لأن من وجهة نظر "حماس" فإن المواقع التي هاجمتها الحركة هي أراضٍ فلسطينية محتلة، وماذا يُمكننا أن نقول أمام قصف المستشفيات وقتل الأطفال؟ هذه جرائم حرب، هكذا أُقارِب الموضوع. هذا بالإضافة إلى الجرائم اليومية في الضفة الغربية، والقتل اليومي وتدمير المنازل من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين سلّحتهم السلطات الإسرائيلية".
وشدّد جنبلاط على وجوب "وقف إطلاق النار والمجازر قبل أي شيء"، مشيراً إلى أن "أوروبا منقسمة حيال هذه المسألة بسبب المواقف الداعمة لإسرائيل من بعض الدول كبريطانيا وألمانيا، في المقابل فإن إيرلندا والسويد وإسبانيا لديهم مواقف جيدة، في حين أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ينتقل بين المواقف الداعمة لفلسطين والمواقف الداعمة لإسرائيل، أما المطلوب فهو وقف إطلاق النار ومن ثم بعدها يبدأ الحديث بالسياسة وفي كيفية الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة"، واصفاً موقف واشنطن بأنه "كارثي، فهي تدعم المجازر منذ اليوم الأول للحرب"، مُشدّداً على "حل الدولتين بالرغم من صعوبته، لكن علينا الالتزام به".
وذكّر جنبلاط بطريقة تعاطي المجتمع الدولي مع القضية السورية، وقال: "ربما لو الغرب تدخل لمنع ارتكاب رئيس النظام السوري بشار الأسد الإبادة الجماعية بحق الملايين، لكنا قد استطعنا منع الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".
وفي السياق، قالَ جنبلاط: "الفلسطينيون كانوا منفتحين على الحوار بعد اتفاق أوسلو، لكن الأمر انتهى بـ"الحوار من أجل الحوار"، لأن المستوطنين زادوا على الأرض"، داعياً شبيبة الإشتراكية الدولية إلى زيارة الضفة الغربية "لمعاينة الوضع على الأرض والاستيطان الحاصل، وما إذا كان ثمّة قدرة على تطبيق حل الدولتين وسحب المستوطنين من الضفة أو إمكانية قبولهم بهذا الحل".
ورداً على سؤال حول احتمال حل الدولة الواحدة، أجاب جنبلاط: "حل الدولة الواحدة مثالي، إدوارد سعيد كان اقترح فكرة الدولة الواحدة للجميع، لكن اليوم الحركة الصهيونية فاشية، فهل ترضى الخطط الصهيونية بوجود الفلسطينيين؟ لقد أتت الصهيونية عام 1948 تحت شعار "شعب بلا أرض" مع وعد بلفور، لكن هذه الأرض - فلسطين- لها شعبها، ومنذ ذلك الوقت زاد المستوطنون، ثم بعد حرب 1967 في الضفة باتت أعدادهم أكبر. ولذا علينا العودة إلى أصل فكرة وأيديولجية الصهيونية وما إذا كانت تقبل بوجود الفلسطينيين على أرضهم، أو بفكرة فلسطين حرة. فما يحصل اليوم في غزة هو تنفيذ "ترانسفير" جديد إلى جنوب غزّة عبر تدمير مدينة غزة، كما حصل في العامين 1947و 1948 حينما تم تهجير 800 آلاف فلسطيني الى لبنان والأردن وسوريا، ونصف السكان الحاليين في غزة هم من المهجرين من أراضي ال48".
وتابع: "لقد كان هناك حركة سلام عربية ويهودية في فلسطين، واليوم ذهبت. لذا التحدي يجب ان يكون بوجه الايديولوجية الصهيونية، ولنر اذا كان هناك امكانية لنشوء نوع من تحالف مع اليهود غير الصهاينة بوجه الصهيونية".
وأضاف جنبلاط: "لا أرى وقفاً لإطلاق النار في الأمد المنظور، ولا يُمكن للإسرائيليين البقاء في غزّة، لكن الأمر الخطر هو تهجير أهالي القطاع إلى جنوبه. الفلسطينيون لا يريدون من العرب إرسال الجيوش، لكن ماذا يُمكننا أن نفعل؟ يجب أن نغيّر الموقف في الغرب، ثمّة تظاهرات كثيرة تحصل في الغرب، وهي مهمة جداً، لكن هل هي كافية؟ لا. فالتظاهرة في بريطانيا كانت ضخمة لكنها لم تبدّل موقف بريطانيا لأن رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك لديه مصالح مع إسرائيل".
وفي السياق عينه، أكّد جنبلاط أن "معركة الرأي العالمي كبيرة، ونحتاج إلى أشخاص شجعان كالسفير الفلسطيني حسام زملط في بريطانيا الذي يواجه الدعاية السياسية الغربية". وأضافَ: "طالما أن الولايات المتحدة تدعم الحرب، لا يُمكن تطبيق وقف إطلاق النار، الإسرائيليون يعتقدون أن بإمكانهم السيطرة على غزة، هم يُمكنهم التدمير، لكن الفلسطينيين موجودون وسيستمرون بالقتال في غزّة على طريقتهم". وأضاف: "لا أعتقد أن بإمكان الإسرائيليين السيطرة على غزّة، ولكن لا يُمكن التنبّؤ بما سيحصل في ظل التهجير الحاصل للفلسطينيين من غزّة، وأرى عملية تهجير واسعة للفلسطينيين كما حصل في العام 1948".
وشدّد جنبلاط على ضرورة أن تتحد "الأحزاب الاشتراكية للمطالبة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزّة"، وتمنى لو يستطيع "تدمير معبر رفح لأنه يمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزّة، لكنني لا أستطيع".
وختم جنبلاط: "نحتاج إلى قادة كبار"، وأضاف "الغرب اليوم يعتبر حماس إرهابية، وأنا أذكّركم بأن ياسر عرفات كانوا اعتبروه "إرهابياً" ثم عقدوا معه المفاوضات، ونيلسون مانديلا أيضاً وغيرهما، اليوم "حماس" هم فلسطينيون يقاتلون من أجل كرامتهم"، داعيا الى قراءة التاريخ دائما لأنه يعطي الدروس الأفضل للمستقبل.