في خضم الاحتكاكات السياسية الداخلية الحاصلة في لبنان، تحاول جهات عدّة عقد جلسات حوارية لمحاولة الوصول إلى نقاط تلاقي بين الجهات السياسية "المتنافرة" متجاهلين نقاط الخلاف العديدة، وبذلك يأتي مشروع "لقاء الشباب الحواري" الذي ضم عدد من الشباب والشابات المنتمين لأحزاب سياسيّة عدة من أجل العمل على محاولة تجاوز الانقسامات الداخلية، خاصةً في ظل الأزمات المتتالية التي يواجهها البلد.

تأتي ورشة العمل الأولى لمشروع "لقاء الشباب الحواري" كفرصة مبتكرة للتواصل بين شباب لبنان، بمبادرة من "لبنان عن جديد - ReLebanon" وبتنظيم تقني من "شركاء في الأبحاث الإجرائية" (ARA)، خُصصت الجلسة الأولى من اللقاء لتمكين الشباب من التعبير عن آرائهم والمشاركة الفعّالة في الحياة السياسية الوطنية، وسيركز البرنامج على تطوير مهارات الحوار وتعزيز المشاركة الفاعلة في الميدان السياسي، مع التأكيد على أهمية الحوار ودوره البناء في تشكيل المستقبل السياسي.

في تفاصيل هذا المشروع، أكّد فادي جلوان، عضو المجلس السياسي لمجموعة "لبنان عن جديد - ReLebanon" في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية أن اللقاء ليس حدثًا عابرًا بل مشروعًا يهدف لتحفيز المشاركة الشبابية في العمل السياسي، وتشكيل جيل جديد قادر على تحمل المسؤولية وتحقيق التغيير، وقد أشار إلى أن الهدف الرئيسي من هذا المشروع "ضرورة العثور على نقاط تلاقٍ بين الشباب، تبنى عليها بناء مستقبل أفضل دون التأثير في قناعات الأحزاب السياسية".

وأشار جلوان إلى أنه "تم التوصل إلى اتفاق حول تشكيل لجنة متابعة تُعنى بتحضير ورش العمل القادمة، بهدف توسيع نطاق الحوار وتعميق مناقشة قضايا أساسية تهم الشباب، وإصدار توصيات وطنية كي تتخذها القطاعات الشبابية أولوية لقياداتهم الحزبية".

وفي الختام اعتبر جلوان أن أهمية تمكين الشباب على الانتقاد الذاتي داخل أحزابهم خصوصا يشكّل معبرا أساسيا لفتح الباب أمام تغيير توجهات الأحزاب في الساحة السياسية والعمل السياسي بما يحاكي طموحاتهم وآمالهم".

يأتي هذا اللقاء ليجسد أهمية الحوار بين كافة الأفرقاء والكتل السياسية، ولتعزيز إيمان وتطلعات الشباب لبناء مستقبل يعكس أحلامهم في بلد لطالما حاولوا التضحية فيه ولطالما كان لهم الملجأ بالرغم من كل المعاناة التي يمر بها.