ألقت الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة بظلالها على مختلف مكوّنات الاقتصاد اللّبناني، بعدما تمدّدت إلى مناطق عدّة في الجنوب، وسط تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية والمخاوف من ضرب المرافق الحيويّة وتوسّع رقعة الحرب لتشمل المناطق اللّبنانية كافةً.
هذا التصعيد العسكري يقصف الأحراج والبساتين الزراعية والأشجار المُثمرة ويثير الذعر في نفوس المواطنين ويهجّرهم من منازلهم... ويفتح المجال للتساؤل عن مدى تأثيره على المزارع اللّبناني وإنتاجه وحركة القطاع الزراعي.
يعتبر رئيس تجمّع مزارعي البقاع ابراهيم ترشيشي أن "المُزارع مثله مثل أي مواطن لبناني يتأثّر بالأحداث الحاصلة في الجنوب، والأكثر تأثيراً عليه هو عدم الاطمئنان والعيش في حيرة من عدم الاستقرار وغياب الأمن. المزارع يودّع موسم 2023 في منطقة البقاع ويتحضّر لموسم 2024".
أما في ما يتعلّق بالمُزارع في الجنوب فيلفت ترشيشي الى أنه "في حيرة أكبر ومصيره الصبر والصمود والبقاء في أرضه. ما يبدو جلياً حتّى الآن أن المُزارع ما زال صامداً ويقطف محصوله، رغم أن قسماً من محصول البساتين تضرّر أو احترق والقسم الآخر بقي والمزارعون يجنون محصولهم بشكل طبيعي".
ويُشدّد على أن "المُزارع يعيش في أحوال غير طبيعية وقدَره أن يصمد في هذه الحرب كصموده في غيرها من الحروب السابقة وأن يستفيد ويستمر بعدها".
ويؤكّد أن "الحلقة الزراعية تُكمل عملها بعد الحرب. ونُوصي المزارعين بالبقاء في أرضهم والإنتاج وتعبئة الأسواق بمنتوجاتهم الزراعية كما يحصل حالياً، فإن أسواقنا مليئة بالمنتوجات الزراعية المحليّة وألا يتركوا المُستهلك اللبناني يستهلك بضاعة غير لبنانية ويدخلها الى السوق". ويقول: "سنكون مع المُستهلك في السراء والضراء وسنقف الى جانب المواطن في تأمين حاجته من المنتوجات".
أما عن حركة التصدير والاستيراد فيُشير الى أن "التصدير يتم بشكل طبيعي ولا شكوى، بل زاد في هذه الأيام، لكن هناك تراجعاً في الإستيراد لأن الناس تستورد فقط الضرورات وما يلزمها ولم يعد هناك بذخ كالسابق، لأن التاجر يخاف من المستقبل والأسعار والتهجير وتخزين البضاعة.
اذاً، إن التصدير يتم عبر الطريق البحرية والبريّة والمطار، إنما هناك تقشّف في الإستيراد، بحيث تراجع بنسبة تتراوح بين 25 الى 30 في المئة عما كان في السابق".