ما بين الصمود الأسطوري ودور مؤتمر القمة العربية
11 نوفمبر 2023
09:26
آخر تحديث:21 نوفمبر 202314:07
Article Content
أمّة تستبسل في القتال وتضحّي بكل ما تملك، فتستحق إعجاب العالم واحترامه وتضامنه. وهي تبدي من الصبر والمقدرة على تحمل الضيم ما يجعلها أمة تثور في وجه أقوى آلة عسكرية ومرمغة أنفها في التراب، بعد أن أظهر أبناؤها من البسالة والبطولة ما هو خليق بالخرافات والأساطير.
ما من بلد عربي ضحى في سبيل تحرره واستقلاله بمثل ما ضحت به فلسطين. وما من بلد عربي إلا نال واستقلاله فيما فلسطين لا تزال رازحة تحت نير الاستعمار!
خمس وسبعون عاماً مرت على النكبة في فلسطين، وقبل ذلك بعد أن دخلها الانكليز فاتحين، ودخلها اليهود تحت حماية الحراب الانكليزية، وإن تكن الغرابة في شيء ففي استمرار العرب طيلة هذه العقود من الزمن "على سياسة مذبذبة لا تقوم إلا على سوء النية!".
خمس وسبعون عاما ظل العرب فيها مؤمنين بإمكانية المفاوضة والاتفاق مع دولة الاحتلال، ولم يفقدوا ثقتهم بها، سوى المقاومة الفلسطينية التي نفذ صبرها وأيقنت أن لا أمل للشعب الفلسطيني ببلوغ أهدافه القومية إلا إذا عدلوا عن سياسة رفع الاحتجاجات وتقديم المذكرات وإرسال الوفود وعقد المؤتمرات.
بغياب وحدة الموقف العربي في دعم المقاومة والانخراط بها، ماذا سيقدم العرب في مؤتمر القمة للشعب الفلسطيني وقضيته؟ وماذا سيقدم لمدينة غزة؟ التي تعاني من نتائج أكبر كارثة انسانية في هذا القرن لا سيما في ارتكاب مجازر الأطفال بالتوازي مع أعظم ملاحم سطرتها المقاومة في التاريخ الحديث والتي استحقت صناعة مدرسة في الصمود والمقاومة.
بمعزل عن انتماء حماس والجهاد الايديولوجي والنقاط الخلافية حول خطهما ومشروعهما السياسي، لقد قدمتا نفسيهما وبررتا ذاتهما كمقاومة داخلية على الأرض المحتلة رفعت فيها شعار التحرير ضد العدو الصهيوني، وتميزتا بالشجاعة والإبداع في قتال الدولة العنصرية المحتلة.
مؤتمر القمة العربية مطالب بإتخاذ موقف متشدد وموحد لوقف إطلاق النار الفوري وإنقاذ ما بقي من غزة أرضا وشعبا وإنقاذا للجرحى.
كما على المؤتمر أن يوظف تضحيات غزة والضفة في التمسك بالحل الجذري للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته الوطنية المستقلة.
*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية