في غمرة اعتماد الاتكال على الغاز الموجود في بحر لبنان للهروب من تنفيذ الاصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي كباب للخروج من الازمة، أتى اعلان ائتلاف «توتال إنرجيز» الذي يضم شركتي الطاقة الإيطالية العملاقة «إيني» و»قطر للطاقة»، أن لا كميات تجارية في البلوك رقم 9، ما يعني أن الآمال المعقودة على هذه الثروة لبدء الخروج من جحيم الازمة الاقتصادية في حكم المجمّدة حالياً بانتظار التطورات التي ستسجل عند التنقيب في البلوكين 8 و 10 من قبل الائتلاف النفطي نفسه.
بلد نفطي؟
إذاً، لا يمكن القول إن لبنان عشية التحول الى بلد نفطي، فالعقد مع «توتال» نصّ على حفر بئر واحدة في كل بلوك وقد تم الالتزام بهذا الاتفاق. وفي حال قرّرت «توتال» الحفر في نقطة أخرى في البلوك نفسه فإنّ هذه الخطوة ستأخذ وقتاً. وفي هذا الاطار تشرح خبيرة النفط والغاز لوري هاتايان لـ»نداء الوطن» أنه «في ظل كل هذه الظروف التي تحيط بالملف النفطي في لبنان، يمكن القول إننا بتنا بعيدين جداً عن الحلم أو الوهم الذي عاشه اللبنانيون بأنهم سيدخلون نادي الدول المنتجة للنفط والغاز»، جازمة أن «هذا الحلم أصبح بعيد المنال طالما أن الوضع على حاله. والسلطة السياسية التي كانت تتكل على هذا القطاع للهروب من تنفيذ الاصلاحات، لم يعد يمكنها ذلك، ولا مفر من تنفيذها الاصلاحات الأساسية والبنيوية المطلوبة لتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي للخروج من الازمة». وترى أن «إكمال السلطة رهانها على اقتصاد الكاش وأموال المغتربين والمساعدات، يعني أن لا استثمارات أجنبية ستدخل الى لبنان بل تكريس المزيد من الفساد في الاقتصاد اللبناني وربما هذا هو هدف السلطة».