الجنوب يُودّع "أقماره الثلاثة"
08 نوفمبر 2023
05:43
Article Content
لفّ الحزن بلدات بليدا وعيناتا وعيترون التي شيّعت ضحايا الإعتداء الإسرائيلي الذي حصل يوم الأحد الفائت. لم يُصدّق الوالد محمود شور أنه خسر فلذات كبده ليان وريماس وتالين، وما زال تحت وقع الصدمة. عاد زوجته هدى في مستشفى الشيخ راغب حرب في غرفة العناية صباحاً، قبل أن يتوجه لتشييع بناته. بكى كثيراً، لكنّه آثر الصمت، لم يجد كلمات تخفّف حزنه أو تُعبّر عن وجعه. كلمة هدى الزوجة لا تزال ترنّ في أذنه: «هل أطفأتم البنات كنّ يحترقن». لم يجد كلمة واحدة تواسيه وتُخفف عن هدى التي تعاني صدمة نفسية حادة، وهي التي رأت بناتها يحترقن أمام عينيها ولم تقدر على فعل شيء.
خرجت بليدا كلها في وداع البنات وجدتهن، وحده الحزن تكلم، والدموع روت حجم الكارثة. هي المجزرة الأولى في حق المدنيين في هذه الاشتباكات. يُخيّم الحزن على منزل العائلة الذي غصّ بالمعزين. يقف الوالد محمود صامتاً، يحمل صور بناته الثلاث، علاقة وطيدة جمعته بهن، لم ينبس بأي كلمة منذ وصل الى المطار مساء الإثنين، يبكي فقط، يقول الخال كامل الذي يصف ما حصل بأنه كارثة في حقّ الطفولة، متسائلاً: «أين مؤسّسات حقوق الطفل العالمية؟».