دلالات التصعيد التركي بوجه الاحتلال… ما هدف إردوغان؟

01 تشرين الثاني 2023 18:31:04

أثار موقف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان انتباه الكثيرين، إذ كان لافتاً في موقفه الحازم تجاه دعم غزة أمام مظاهرة مليونيّة لمناصرة فلسطين في إسطنبول، وقد اعتبر هذا الموقف تحولا كبيرا في موقفه تجاه فلسطين ما وتّر العلاقات بين تركيا والاحتلال الاسرائيلي مؤدياً إلى طلب الخارجية الإسرائيلية بعودة الممثلين الدبلوماسيين من أنقرة، وتعليق تركيا جميع اتفاقيات الطاقة مع إسرائيل.

وفي تحليل لهذه المواقف اعتبر الباحث في الشؤون التركية جو حمورة أن "الهدف وراء تصاعد حدة تصريحات إردوغان يعود إلى محاولة للاستفادة من النزاع العسكري في أيامه الأولى، وذلك كان عبر طرح مبادرة سياسية تؤدي إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين والافراج عن الأسرى والتي سُميت بنظام الضامنين، أي تركيا تضمن الحركات الفلسطينية وأميركا تضمن إسرائيل، ويجري التفاوض بين تركيا واميركا وبشكل يزيد من نفوذها ودورها الإقليمي، إلا أن هذه المبادرة لم تؤخذ على محمل الجد، ورُفضت من الجانب الاسرائيلي كما لم يتحمس لها الفلسطينيون، وأمام هذا الرفض، صعّدت تركيا من لهجتها ضد إسرائيل وغيرت موقفها بسبب رفض الأخذ بمبادرتها".

ويوضح حمّورة أن رفض هذه المبادرة يعني عملياً أن تركيا فشلت في تسويق مبادرتها، مضيفاً "تركيا لم تفهم مدى التصميم الإسرائيلي على شن الحرب، وخسرت كل التقدم الدبلوماسي الذي عملت عليه سابقاً لتسوية علاقاتها مع إسرائيل، دون أن يعني ذلك أن تركيا "تمون" كلياً على حركة حماس لأن علاقات هذه الأخيرة متشعبة، وولاءها موزع بين قطر، إيران وتركيا"، معتبراً أن الموقف التركي المستجد لن يغيّر الكثير في النزاع "لأن الخط الذي وضعه  الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه الأول لا يزال محترماً من الجميع"، عانياً بذلك تصريح بايدن حين قال "سنعاقب بقسوة من يتدخل مباشرة في الأحداث الجارية بين إسرائيل وقطاع غزة"، لذلك، الجميع ومن ضمنهم تركيا لا يتدخلوا بشكل مباشر وجدّي في النزاع، أو أبعد من طرح التسويات والدعوة للتهدئة التي لا تلقى آذاناً صاغية من الاحتلال الإسرائيلي. 

وعن إمكانية تأثير تركيا، اعتبر حمّورة أن "ما يمكن أن تفعله تركيا الآن هو قليل الأثر: تنظيم تظاهرات ووقفات احتجاجية، إرسال مساعدات طبية وغذائية عبر معبر رفح (إن سمحت السلطات المصرية بدخولها)، وأخذ مواقف سياسية من إردوغان دون أن يكون لها أثر مهم على مجريات النزاع العسكري بين حركة حماس وإسرائيل"، مضيفا أن التهدئة بين الطرفين تحتاج إلى الكثير من الجهود قبل التوصل إليها، ولن تكون قبل أن تتقدم إسرائيل في هجومها البري بعد فترة".

ختاما، معلومات كثيرة تشير إلى "طمع" تركي تجاه مكانتها في حلف الناتو، وبالتالي هذا ما جعل إردوغان يمتطي سلم التصعيد، فهل سينجح إردوغان في تحصيل مطامعه، أم أن الصدام الأكبر سيكون محتما مع الغرب قبل إسرائيل؟