تكاليف اقتصادية كبيرة... الحرب تكبّد اسرائيل خسائر باهظة
31 تشرين الأول 2023
18:41
Article Content
مع بدء التوغّل البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وفي ظل غياب الرؤية المستقبلية لمجريات هذه المعركة وما إذا كانت ستتوسّع أكثر أم لا، علامات استفهام كثيرة تطرح حول قدرة الاحتلال الإقتصادية على المواجهة والتصعيد والاستمرار في هذه الحرب.
وعلى هذا الموضوع يعلّق الدكتور مازن إرشيد المحلل والباحث الإقتصادي الأردني في حديث لجريدة الأنباء قائلا "من الناحية الاقتصادية، تمتلك دولة الاحتلال إمكانات كبيرة تعكس قوته الاقتصادية، التي يدعمها دعم الحلفاء الغربيين والتنويع الاقتصادي، إلا أنّ الدخول في حرب واسعة النطاق في غزة سيكون له تكاليف باهظة، ليس فقط من حيث النفقات العسكرية التي ستصل إلى أعلى مستوى مقارنة مع حروبها السابقة، ولكن أيضاً بالنسبة للأضرار التي قد تلحق بدخلها السياحي وتدفق الاستثمارات الأجنبية وتفاقم عجز الموازنة التي قد تكون لها تداعيات اقتصادية على المدى القصير والطويل".
وفي هذا السياق، يضيف إرشيد "الضغط الإقتصادي على دولة الاحتلال قد يتفاقم في حالة الصراع المستمر، بحيث الاستثمارات ستتراجع بشكل كبير وهي المتراجعة في الواقع بحوالي 60? حتى قبل بداية حربها على غزة، والسياحة ستتأثر مع تراجع كبير في أعداد السائحين، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي، وبالرغم من ذلك تبقى مرونة اقتصاد دولة الاحتلال محط شكوك في مواجهة هذا النوع من الضغوط".
يوضح إرشيد أن دولة الاحتلال تعتمد بشكل كبير على العمالة المؤهلة والمدربة، والتي تشمل أيضاً الاحتياط في الجيش، ما يعني أن كافة مؤسساتها الانتاجية والقطاع العام والمؤسسات الحكومية متوقّفة باعتبار كافة الموظفين هم في "حالة الحرب" جنود إحتياط استدعتهم دولة الاحتلال للالتحاق بالجيش، لذلك يعتبر إرشيد أنه "إذا بقيت الحالة على ما هي عليه، فإن النظام سيحتاج إلى سياسات اقتصادية تعزز من قدراته على الانتعاش، وربما يكون هناك حاجة لدعم خارجي لتقديم التمويل اللازم لتحفيز النشاط الاقتصادي، وفي هذه الحالة، لن تبخل، للأسف، الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحده في تقديم كل أنواع الدعم المادي والعسكري لدولة الاحتلال".
إذا، الخطر الاقتصادي على دولة الاحتلال قائم بموازاة الخطر على وجود كيانها المحتل، إذ كان بنك "جي بي مورغان تشيس" الأميركي قد رجّح أن ينكمش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 11% على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، مع تصاعد العدوان على قطاع غزة، وفي السياق يتوقع الكثير من المراقبين أن تكون خسائر الاحتلال هي الأكبر هذه المرة في حال دخولها في حرب شاملة، فعل سيخاطر نتنياهو، "الجثة السياسيّة"، في زجّ "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" في هذا النفق الخطير؟