لطالما وصفت تلك الجزيرة القابعة على نهر النيل، في الخرطوم، بالجوهرة أو قبلة استجمام السودانيين.
إلا أن حالها تبدل بتغير البلاد عامة والعاصمة خاصة، منذ منتصف أبريل الماضي، إثر اندلاع شرارة الصراع الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع.
فقد تفاقمت الأوضاع الصحية والمعيشية لسكانها، بحسب ما أكدت مجموعة من المحامين السودانيين.
واتهم هؤلاء قوات الدعم السريع بفرض حصار على الجزيرة وتقييد حركة المواطنين والسلع الاستهلاكية ما تسبب في تفاقم الأوضاع المعيشية هناك.
الجسر الوحيد مغلق
كما أشار محامو الطوارئ في بيان إلى أن قوات الدعم تحاصر توتي منذ الأيام الاولى للحرب، وأنها أغلقت الجسر الذي يعد الطريق البري الوحيد الذي يربط الجزيرة بمدن العاصمة.
إلى ذلك، اتهموها "بتقييد حركة مرور الأشخاص والسلع الاستهلاكية والأدوية المنقذة للحياة، وسط مخاطر استخدام النقل النهري بالمراكب ما أدى إلى تجويع المواطنين ووفاة بعضهم لانعدام الرعاية الصحية ونقص الدواء والغذاء"، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
شربوا من النيل
وأوضحوا أن تلك المعاناة تفاقمت بسبب انقطاع التيار الكهربائي لمدة شهرين وانقطاع المياه، ما دعا المواطنين للشرب من الآبار والنيل بشكل مباشر الأمر الذي أدى لتفشي الملاريا والإسهالات.
ولطالما شكلت تلك الجزيرة ملجأ للسودانيين للهروب من شظف الحياة ومتنفساً للاستجمام، إذ تتمتع توتي الواقعة في قلب العاصمة بالكثير من عناصر جمال الطبيعة والماء والخضرة. وتكثر فيها أشجار الليمون والمانغو.
يذكر أنه منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع، يعاني السودانيون لاسيما في الخرطوم من أوضاع معيشية صعبة، وسط انقطاع للكهرباء، وشح وصول المواد الاستهلاكية، فضلا عن أعمال النهب والسرقات.
إذ فاقم القتال الظروف الاقتصادية والإنسانية للمواطنين في مدن العاصمة الثلاث، وإقليم دارفور خاصة.
كما تسبب بنقص الأغذية والأدوية في الخرطوم ومدن أخرى، ودفع ما يزيد على خمسة ملايين إلى الفرار من ديارهم.
كذلك، حصد الصراع أكثر من 4000 قتيل، وفقا لأرقام صادرة عن الأمم المتحدة، رغم أنه من المؤكد أن العدد الحقيقي أعلى بكثير، كما يجزم أطباء وناشطون.