تحت عنوان "الخيار الثالث" يتركز الحراك الخارجي الجديد لحل الأزمة الرئاسية، موزّعاً بين لقاءات الموفد القطري فهد بن جاسم آل ثاني في بيروت، التي يلفّها بالغموض، واتصالات المبعوث الفرنسي في الرياض ومجمل أعضاء اللجنة الخماسية، التي لم تنتج بعد ما يمكن اعتباره وصفة علاجية.
وبحسب ما أشارت مصادر مواكبة لجريدة الأنباء الإلكترونية، فإن محادثات الموفد القطري تتمحور حول ثلاثة أمور أساسية: وجوب الاعتماد على الخيار الثالث والتراجع عن التمسك بالمرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، والبحث عن مرشح يكون على مسافة واحدة من كل الأطراف، والعمل بجدية لإنقاذ الاقتصاد اللبناني من الإنهيار من خلال التشجيع على الاستثمار في لبنان في المجالات كافة، على أن تكون قطر داعم أساس في هذا المجال.
التوجه نحو الخيار الثالث، أكده عضو كتلة تجدد النائب أديب عبد المسيح الموجود ضمن الوفد النيابي الذي يزور الولايات المتحدة الأميركية "باعتباره الحل المنطقي الذي توصلت إليه اللجنة الخماسية بعد تسعة أشهر من التواصل مع القوى السياسية المحلية، وذلك لكسر الخلاف العمودي الذي يشل قدرة النواب بعد عجزهم عن تأمين الأكثرية المطلقة لأي من المرشحين المتنافسين فرنجية وأزعور اللذين سيُطلَب منهما الانسحاب من السباق الرئاسي للأسباب الآنفة الذكر، إفساحاً في المجال للبحث عن مرشحين آخرين".
وعن تمسك الثنائي الشيعي بفرنجية، قال عبد المسيح: "طالما ان فرنجية لم يحصل على الأكثرية المطلقة في كل جلسات الانتخاب الماضية، من الأفضل له أن يعتذر عن الترشح، إذ لا يمكن ان يبقى البلد مشلولاً إلى ما لا نهاية". عبد المسيح كشف أن "نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي ايفان غولدريتش ابلغهم انه سيزور لبنان في كانون أول المقبل، وسيكون لدى اللبنانيين رئيس للجمهورية الذي قد ينتخب قبل هذا التاريخ"، معتبراً أن "قائد الجيش العماد جوزاف عون هو الأوفر حظا حتى الآن بحسب المسؤول الأميركي، والمساعي القطرية تصب في هذا الاتجاه".
وطالما ان الامور لا تزال في اطار السعي إلى اقناع القوى السياسية المعنية بضرورة الذهاب الى الخيار الثالث، وحتى الساعة ثمة من لم يقتنع بالأمر، فيما ثمة من لم يقتنع بضرورة التحاور حول الامر، فإن العقدة المركزية تبقى على حالها بانتظار أن ينزل الوحي من هنا وهناك على أصحاب الشأن للدخول في التسوية التي لا بديل عنها لإتمام الاستحقاق الرئاسي.