ريادة الأعمال مفهوم قديم جديد في هندسة المشاريع يشمل الفكرة والتصميم والتأسيس والإدارة والتنفيذ ولا ينتهي بإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل والتشغيل وجني الأرباح.. وقد يكون المضي بهذا النوع من صياغة المستقبل منفذاً للشباب في لبنان في ظل الواقع العام الإقتصادي والإجتماعي، إذ تستخرج الأفكار وتترجم بما يخدم الحياة اليومية للإنسان وبيئته ومجتمعه الصغير.
"أسلوب حياة".. بهذه الكلمات يوّصف سيزار محمود صاحب مشروع Cezar Project في منطقة الشوف ريادة الأعمال الاجتماعية، ويصر على ترجمة رؤيته لهذا المفهوم في المكان الذي ولد فيه وتشرّب ثقافته ونهل من بيئته الاجتماعية، وأيضاً حيث أنهى دراسته وبدأ حياته المهنية.
جمع محمود بين الشغف والرؤية والإختصاص الجامعي في إدارة الجمعيات غير الربحية والتسويق وعلوم الإتصال وكان النتاج تطوير نموذج Cezar’s Project للإستدامة السياحية.
ويعتبر محمود في حديث الى جريدة الأنباء الإلكترونية أن "ريادة الأعمال الاجتماعية مصطلح جديد في ضيعنا ومجتمعنا، وبالنسبة إلي قد تتعدد المصطلحات إنما النتيجة واحدة وهي أسلوب حياة أعيشها بطريقة واضحة ومتوازنة ومحبة وسعادة وإيمان بلبنان وقرانا ومنطقتنا التي يجب أن نتابع ونستمر فيها ولها".
ويتحدث محمود عن التأثير الإيجابي الذي أدخلته ريادة الأعمال الاجتماعية من خلال مشروع ينضوي تحت خانة السياحة المستدامة، وكيف أصجت وتبدلت الصورة النمطية في قرانا حول السياحة المستدامة وكيف بات أهلها ينظرون الى قطاع الضيافة والسياحة ومجتمعنا على السواء، وفق محمود.
هذا المفهوم الجديد بالتأكيد يحتاج الى عدة عناصر ليكتمل ويستمر وقد يواجه تحديات تحتاج الى صبر وتخطيط وتعاون بين الهيئات المحلية والتعليمية والإقتصادية والإجتماعية. من هنا، يحث محمود على دراسة الواقع وحاجاته ومحاكاتها لتنمية الاقتصاد المحلي وتمكين الإنسان.
ويشدد محمود على فكرة أن يبتعد الشباب عن فكرة السفر الى البلدان المتطورة وإستثمار معارفهم محلياً لتطوير النظام البيئي الراهن. ويقول: "نحن الأمل والمستقبل وما في غيرنا".
وفي هذا الصدد من بين العناصر المهمة التعليم الجامعي أو المهني، إذ يعتبر محمود أن "الإختصاصات الموجودة في الجامعات في منطقة الشوف هي مكملة على نحو كبير للنظام البيئي الذي نتحدث عنه"، مشدداً على ضرورة التركيز على التدريب المهني".
ورداً على سؤال حول الصور النمطية المتوارثة حول التعليم المهني، يشدد محمود على أن الوقت حان لكسرها، لافتاً الى "كثر من الشابات والشباب الذين لا يجيدون فرص عمل وحائزون على إجازات جامعية من أهم الجامعات بدأو يقرأون الواقع جيداً وها هم يتوجهون الى التدريبات المهنية ويعون أنه جزءاً أساسياً ولا يتجزأ من النمط الذي بدأنا نطوّره ونستمر فيه".
ويضيف: "قمنا بتدريبات وسنعمد الى تطويرها في المرحلة المقبلة، هذا بالإضافة الى تنامي المبادرات التي تحفز على هذا التوجه، كالمشاريع والتدريبات التي تطلقها "بارك إنوفيشن" مع المؤسسات المميزة في منطقتنا وتجعل مجتمعنا أقرب إلى هذا النظام البيئي يتكرر الحديث عنه منذ 6-7 سنوات".
وحول القيمة الاقتصادية المحفزة والمساعدة على التنمية لهذا النوع من المشاريع، يشير محمود الى أن "لهذه المشاريع قيمة إقتصادية كبرى ولم نستطع تقييمها بالأرقام"، موضحاً أن أي زائر لمشاريعنا لا يقضي فقط ساعة أو ساعتين أو يوم أو يومين ويسدد ثمن الخدمة، لكن ينفق أيضاً في المحيط الحيوي.
ويضيف: "سنسعى الى العمل على إنجاز دراسة للقيمة الاقتصادية لمشاريعنا بالتعاون مع طلاب الجامعات، على أن نتمكن السنة القادمة من تقديم أرقام محددة للتأثير الاقتصادي وبالتالي بطريقة مباشرة أيضاً التأثير الاجتماعي الذي نحدثه".
قد يكون هذا النمط من التنمية المحلية محفوفاً بالمخاطر أو يحتاج الى حنكة عملية في مواجهة التحديات على درب التنفيذ إنما الهدف الأبرز منه المساهمة في تحقيق تغيير إجتماعي إيجابي ومنتج ومستدام.