واشنطن غير مستعدة لتسليم رئاسة الجمهورية إلى الحزب... وهذه اهتماماتها في لبنان
29 أيلول 2023
13:05
Article Content
لا يبدو أن الموفدين الدوليين سيتمكنون من النجاح في مهمتهم لمواجهة معرقلي الانتخابات الرئاسية في لبنان. فبعد الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، ها هو الموفد القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني يجول ويفاوض بعيداً عن عدسة الاعلام، ولا تخرج من جولاته إلا تسريبات ومعلومات غير اكيدة، فيما الحقيقة الساطعة مفادها انّ الوطن اصبح جسدا دون رأس، طالما التعنت والعناد السياسي اخذ الحيّز الاكبر ويبشر أن الفراغ الرئاسي باقٍ ويتمدد.
يقود هذا الواقع المسدود، للجزم انّ الملف الرئاسي بات بالكامل بيّد الخارج، لكن التسوية الخارجية لم تكتمل، والى حين اتمام ذلك فإن المراوحة ستكون السمة الرئيسية للمرحلة القادمة، التي ستليها انتهاء المبادرة القطرية، في ظل رفض الممانعة الخيار الثالث، وعدم سحب مرشحها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لذا يتوقع المراقبون انّ موفد قطر "سييأس" كحال موفد "الام الحنون" ، بعدها ستصل اللجنة الدولية الخماسية الى طريقٍ مسدود وترفع بدورها "العشرة".
واستكمالاً، لدور الممانعة التي لم تُبدِ أي تعاون وجددت تمسكها بفرنجية، افادت معلومات دبلوماسية من دوائر اميركية لوكالة "اخبار اليوم"، ان تعاطي حزب الله بهكذا اسلوب هو ما يؤخر انجاز الاستحقاق الرئاسي، وليس سراً أن الأميركيين ليسوا بعيدين من هذه الاجواء، وقد ابلغوا القادة في الدوحة بعدم التهاون بما يمليه او يفرضهُ حزب الله عليهم.
اما الموقف الاكثر صراحةً جاء من مصدر معارض يزور واشنطن بإستمرار، بحيث قال انّ اهتمام ادارة البيت الابيض اليوم بلبنان يأتي على صعيد ترسيم الحدود البرية وصندوق النقد الدولي والصندوق السيادي وما هو متصل بهذه الملفات، وبالتالي هناك حاجة الى إنتخاب رئيس للجمهورية، لكن في الوقت عينه غير مستعدين لتسليم رئاسة لبنان والملفات السيادية إلى الحزب، هذا موقف نهائي وغير قابل للمساومة.