انتهى الاسبوع المنصرم على إعلان الرئيس وليد جنبلاط أن الملف الرئاسي في نقطة الصفر بسبب التباينات الخارجية والتصلب المحلي، ليبدأ الأسبوع الحالي بإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري تجميد مبادرته، وهي مؤشرات على حقيقتها مقلقة في ظل التراكم الخطير للأزمات، وقد بات اللبنانيون يترقبون أي بادرة تمنحهم فرصة أمل بولادة حل ما، ولعلهم يجدون في استمرار الاتصالات السعودية الفرنسية في الرياض، وحركة الموفد القطري في بيروت ما يمنّي النفس بحلّ ما.
أوساط متابعة للملف الرئاسي تؤكد لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن "الاستحقاق الرئاسي لا يزال في نقطة الصفر منذ البداية، وهو فعلياً لم يشهد أي تطور".
وتقرأ الأوساط في موقف الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان بنصيحة الذهاب إلى خيار الثالث بأن الأمر يؤكد المؤكد لجهة المسار الوحيد للحل، لكن السؤال يبقى في تجاوب القوى المحلية الرافضة، وموافقة القوى الخارجية، وإلّا "نحن فعلاً وصلنا إلى الحائط المسدود"، خصوصاً وأنه بحسب الأوساط فإن "حزب الله لم يكن ينتظر من لودريان بأن ينصحه بالذهاب إلى خيار ثالث للتراجع عن ترشيح سليمان فرنجية"، وتعتبر أن ذلك يعكس "خلافاً كبيراً بين الفرنسيين والإيرانيين ليس فقط في الملف اللبناني بل أيضًا حول مصالح فرنسية في دول أخرى، لا سيّما أن إيران تُفضّل بحال قررت تقديم ورقة إيجابية في لبنان أن تصب في مصلحة تفاوضها مع الأميركيين".
وعلى ضفة الحراك القطري، تؤكد الأوساط أنه "حراك أقرب إلى إستطلاعي يقوم به الموفد القطري إلى لبنان جاسم بن فهد آل ثاني بتكتم شديد ممهدًا لوصول وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي في الأسبوع الأول في تشرين الأول"، كما أن الأوساط ترجّح أن "يكون الحراك القطري ضمن إطار جوجلة مواقف كافة الكتل السياسية من الأسماء التي يعرضها المُوفد القطري للتوصل حول تقاطع بين هذه القوى على إسم مرشح من بين الأسماء المطروحة".
وهنا ترى الأوساط بأنّ "القطريين يحاولون عدم حرق تحركهم بحصره فقط باسم قائد الجيشؤ لذلك يتم تداول عدد من المرشحين في سلة أسماء (قيل إن من بينها المدير العام للأمن العام الياس البيسري، النائب نعمة إفرام، النائب فريد، الوزير السابق زياد بارود)".
في المحصلة، فإنه في واقع الأمر ومنذ شغور موقع الرئاسة الأولى وحتى اليوم يرتفع منسوب اليأس لدى اللبنانيين، وكلما لاحت بادرة أمل بقرب الإنفراج يقوم بعض الأفرقاء بتعطيلها إما بإيحاء خارجي أو لمصالح الخاصة!
