Advertise here

أنجلينا جولي تكتب في "التايم": المصالح تتكلّم وسياسيون ضد اللاجئين.. فكّروا بلبنان!

25 حزيران 2019 09:00:00 - آخر تحديث: 25 حزيران 2019 13:45:58

نشرت مجلة "التايم" الأميركية مقالاً كتبته الممثلة المدافعة عن حقوق الإنسان والمبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنجلينا جولي، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين.

وقالت جولي: "لن نتخيّل أوروبيًا عند الحديث عن لاجئ، لكن إذا كنت طفلاً في الحرب العالمية الثانية وسألت والديك عن اللاجئين حينها، فقد يصفا لك شخصًا من أوروبا"، وأوضحت أنّ "أكثر من 40 مليون أوروبي تشرّدوا ونزحوا بسبب الحرب، وأنشئت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أجلهم حينذاك، لكن هناك من ينسى التجربة الأوروبية، فيطلق بعض القادة خطابات قاسية ضد اللاجئين".

ورأت أنّه عند الإشارة الأولى لأي نزاع مسلّح أو اضطهاد، تكون ردّة الفعل الطبيعية محاولة إخراج أطفالك وإبعادهم عن الأذى، فعندما يتم تهديد الناس بالقنابل أو الاغتصاب والقتل، لا يكون بوسعهم سوى جمع القليل مما يمكنهم حمله والإبتعاد لتحقيق الأمان، ومن هنا فاللاجئون هم أشخاص اختاروا ترك الصراع مع عائلاتهم، وغالبًا ما يساعد هؤلاء في إعادة بناء بلدانهم.   
وتساءلت جولي: " لماذا اكتسبت كلمة لاجئ بعض الدلالات السلبية في عصرنا ولماذا يتم انتخاب سياسييين يعدون بإغلاق الحدود وإعادة اللاجئين إلى بلدانهم؟".
 
وأشارت جولي إلى أنّ التمييز بين اللاجئين والمهاجرين غير واضح ومسيّس، موضحةً أنّ اللاجئين أجبروا على الفرار من بلدهم بسبب الاضطهاد أو الحرب والعنف، أما المهاجرين فقد اختاروا الانتقال بإرادتهم لتحسين حياتهم بشكل أساسي، واستغربت استخدام الخطاب المعادي ضدّ اللاجئين.

وشدّدت جولي على أنّ الجميع يستحق العيش بكرامة والمعاملة العادلة، لكننا بحاجة إلى أن نكون واضحين بشأن التمييز، فبموجب القانون الدولي تعدّ مساعدة اللاجئين أمرًا واجبًا وليست خيارًا، ويمكن مراقبة سياسات الهجرة العادلة والإنسانية مع الوفاء بمسؤوليتنا في مساعدة اللاجئين. ولفتت الى أنّ أكثر من نصف اللاجئين في جميع أنحاء العالم هم من الأطفال. 

وأضافت جولي: "فكّروا بلبنان مثلاً، حيثُ يوجد لاجئ بين كلّ 6 لبنانيين، أو أوغندا، حيث يعيش ثلث السكان في فقر مدقع، ويتقاسمون الموارد النادرة مع أكثر من مليون لاجئ".

وأشارت الى أنّها عندما بدأت العمل مع مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة منذ 18 عامًا، كان يوجد 40 مليون لاجئ حول العالم، أجبروا على مغادرة بلدانهم، أمّا اليوم فيبلغ عددهم أكثر من 70 مليون شخص ويتزايد بسرعة. وأضافت أنّ هناك فشلاً في المساعدة بحل النزاعات بطريقة تمكن الناس من العودة إلى ديارهم.  

وذكرت أنّه خلال الجلسة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1946، شدّد الرئيس هاري ترومان على الدول الأعضاء أنّ عليهم مسؤولية رئيسية تتمثّل بإحلال السلام والأمن. وقال إن "الأمم المتحدة لا يمكنها أن تفي بمسؤولياتها على نحو كاف حتى يتم التوصل إلى تسوية سلمية". وأردفت بالقول: "لكنّ الحقيقة المحزنة هي أن الدول الأعضاء تطبق شروط ومعايير الأمم المتحدة بشكل انتقائي، وتضع المصالح التجارية والإقتصادية على حساب أرواح الأبرياء المتأثرين بالصراع".

وختمت بالقول: "لقد سئمنا أو خاب أملنا. نسعى إلى اتفاقات سلام  ولكن هناك دول لا تكترث لحقوق الإنسان. نحن نستخدم المساعدات كبديل للديبلوماسية، لكن لا يمكننا حلّ الحرب بمساعدة إنسانية".