Advertise here

في ذاكرة التاريخ – حبيب صادق بين السياسة والأدب

25 أيلول 2023 20:49:41 - آخر تحديث: 27 أيلول 2023 16:26:20

أمّا في عام 1972 فتغيرت قواعد اللعبة وفاض عند الناس عزم التغيير والتلبية لنداءات الأحزاب الوطنية لتوفير الحريات الديمقراطية والعدالة الإجتماعية وتكافوء الفرص، وهنا أطل في الجنوب دائرة مرجعيون- حاصبيا شابان يعتمدان الكفاءة والصدق في الإنتماء للوطن والإنسان مرشحين لملء المقاعد المنشودة، هما الأستاذان طارق شهاب وحبيب صادق وأخذت الهيئات تنشط لتنظيم القوى الحزبية والصديقة لتحقيق الفوز المنشود.

تشاء الأقدار أن تجمعك قبل أيام من إجراء الإنتخاب مع شلة من رفاقي في لجنة الحزب التقدّمي الإشتراكي في حاصبيا الأعزاء فؤاد مرداس وفريد أبو حمد والمرحومين فايز جبر حديفة وفضل الله حجاز في منزل المعلّم الشهيد كمال جنبلاط مع قادة وطنيين، يشرفون على إدارة الإنتخاب وهم إضافة إلى المعلّم والأستاذ حبيب، الشهيد جورج حاوي أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني والاستاذ يوسف الأشقر رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي.

طال اللقاء وتناول القادة أفكاراً إنتخابية كنّا نفرح لمعرفة بعضها من معروف سعد إلى جان عزيز ومن د. علي الخليل إلى السيد هاني فحص والزميل موسى شعيب.

لم نكن نعلم في مستوى الإدارة السياسية التي تعرف بعض الإتجاهات التي بقيت خافية علينا حتى حزيران 1973 بعد انتهاء المهرجان السنوي للحزب السوري القومي الإجتماعي في سينما بيبلوس، والإعلان عن أول تجمع وطني لليسار اللبناني فيما عُرف بتجمع الشخصيات والأحزاب الوطنية والديمقراطية في لبنان.
عدنا إلى حاصبيا لنكمل مهمتنا بدعم من المعلّم، عدنا بنصف نجاح فاستقبلنا أهلنا  بالمودة والترحاب وانهالت على مكتبنا التبرعات والمآكل والعصائر والقهوة التي استمرّت ليومي الإنتخاب، وبنتيجته حولنا المتبقي من تبرعات الرفاق والأصدقاء إلى موازنة المعتمدية والتي بلغت حينها 360 ليرة لبنانية. أنجزنا يوم الإنتخاب بمنتهى الثقة والإطمئنان وبوادر الفوز الذي تأخر عشرين عاماً ليعلنه عبر وسائل الإعلام رئيس وزراء الإنتخابات تذكيراً بالفضل على حليفه القديم.

وكان يوم الإقتراع ينبىء بمثل هذه النتيجة، إذ عممت أجهزة الأمن اللبنانية على نشطاء حزبنا بكل تهذيب ولياقة أن يغادروا قراهم وإلاّ اعتبروا موقوفين لديها. وهو تدبير يدل على غباء سياسي، فتبادلنا الأدوار في قرانا وكانت النتيجة باهرة لصالح المرشح الأستاذ حبيب صادق إذ نال في أحدى القرى 201 صوتاً فيما نال رأس اللائحة المنافسة 91 صوتاً.

الجزء التاني... يتبع...

(*) نائب رئيس منتدى التنمية اللبناني