يغزو تين حاصبيا أسواق النبطية، فهو مرغوب من أبناء المنطقة، يدخل في صناعة مغلي التين، ويجفّفه البعض لفصل الشتاء. المشهد ليس مستغرباً، فمزارعو حاصبيا باتوا جزءاً من هوية المدينة، يعدّون أسواقاً لتصريف انتاجهم، والطلب كبير رغم كل الظروف الضاغطة.
تتنشر بسطات التين على طول طرقات المدينة، يتّخذ منها أصحابها نافذة للعمل، فانتاج حاصبيا مرغوب من أبناء النبطية وقراها، حتى تجّارهم تربطهم علاقة ودّ معهم.
وقد دفعت هذه البسطات بأبناء المنطقة لبيع نتاجهم أيضاً على الطرقات هرباً من جشع التجار الذين يأخذون تعب المزارع ويشترون الانتاج بأرخص الأسعار، على ما يقول موسى، مفضّلاً بيع تينات حقله مباشرة، «فالتجّار يشترونه بـ10 آلاف ويبيعونه بـ40 الفاً، فالبيع بالمباشر أفضل».
أمام بسطة بيع التين يجلس موسى الرجل الستيني، يبيع التين العسلاني المخصص لصناعة مغلي التين، ينتظر ساعات زبوناً عابراً، فكيلو التين سجّل رقماً قياسياً وصل إلى 400 ألف ليرة لبنانية، رقم لم يعتده أحد، ومع ذلك يقول «حركة البيع مقبولة». ليس موسى وحده من يبيع التين في سوق النبطية، بل بات السوق متاحاً لمزارعي حاصبيا، يأتون ببضائعهم الزراعية المتنوّعة ويبيعونها في قرى النبطية. بين حاصبيا والنبطية علاقات محبة قديمة، توطّدت بفعل تجّارها ممّن وجدوا السوق بوابة لتصريف إنتاجهم الزراعي، من الصبّار إلى التين والزيتون وورق العنب وغيرها من الزراعات التي تشتهر بها حاصبيا.
يتّخذ الحصبانيون النبطية بوابة لتصريف إنتاجهم، يرونها «فأل خير» عليهم، يقرّ طارق بالأمر، يقول إنّ بضاعته عدّة أنواع، منها الرخيص حيث الكيلو بـ300 الف، ومنها الجيد، باب أول بـ400 ألف، ويشير إلى أهمية التين هذا الموسم، «فهو موسم مغلي التين»، وعن سعره يقول «إنّ النقل والكلفة ارتفعا، أسوة بكل شيء».