انطلق الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله اثر طرحِ الاول مقايضةً واضحةَ المعالم قوامُها: نسير بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مقابل اقرار قانوني اللامركزية الادارية والمالية والصندوق الائتماني. وقد قال رئيس التيار النائب جبران باسيل في تموز الماضي "ثمن مرشّحهم لرئاسة الجمهورية بالنسبة لنا، لن يكون أقلّ من لامركزية موسّعة مدفوعة سلفاً بإقرارها بقانون، وصندوق ائتماني مدفوع سلفاً بإقراره بقانون، وبرنامج بناء الدولة".
على هذا الاساس، بدأ التقارب بين طرفي مار مخايل بعد فترة من القطيعة على خلفية التباين الرئاسي بينهما، وانطلقت نقاشات حول مطلبي التيار، حيث تنعقد اليوم الجلسة الثالثة للجنة المشتركة بينهما في "ميرنا الشالوحي" لاستكمال البحث في مشروع اللامركزية الإدارية.
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، سُجل في الايام الماضية معطى جديد مصدرُه باسيل، يدل على ان الاخير غَيَّر في قواعد الحوار المستجد، وأدخل اليها تعديلا بارزا ليس تفصيلا البتة.
فقد اعتبر، وفق اوساط مقربة منه، أنّ الحوار الذي يخوضه مع الضاحية، يجري تحت عنوان التفاهم على مرشح ثالث - في مقابل البتّ بقوانين اللامركزية الإدارية والصندوق الائتماني مع العهد المقبل - وليس على المرشح سليمان فرنجية.
حتى الساعة، لم ينف اي من قيادات التيار هذه المعطيات، بل على العكس. ففي بيان الهيئة التأسيسية للوطني الحر مطلع الاسبوع، جاء ما يلي "اطلعت الهيئة على مسار الحوار المفتوح بين التيار وحزب الله حول برنامج العهد اي الأولويات الرئاسية اضافةً الى قانوني الصندوق الائتماني واللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة. ويؤكد التيار على مطالبه بإقرار هذين القانونين مسبقًا قبل الانتخابات الرئاسية في حال اعتماد خيار تسهيل الاسم، أو الاتفاق على مرشح جديد مع برنامج للعهد على ان يشكل هذان القانونان أولوية لإقرارهما في العهد الجديد".
التيار قبل سواه، يدرك جيدا وقد لمس لمس اليد خلال جلسات الحوار البطيئة الوتيرة مع الحزب، ان القانونين من المستحيل ان يقرّا أقلّه في المدى المنظور، ويعرف ايضا ان الضاحية لا تحبّذ اللامركزية ولا تستسيغها خاصة على الصعيد المالي. انطلاقا من هنا، فإن باسيل سيحاول في قابل الايام، "الانعطاف" بالحوار نحو هدف جديد، الا وهو الاتفاق مع الحزب على مرشح ثالث لا يكون لا فرنجية ولا جهاد ازعور ولا طبعا قائد الجيش العماد جوزيف عون. وهو يراهن على ان تساهم المواقف الدولية في اقناع الحزب بأن وصول فرنجية الى بعبدا مستحيل، فيلاقيه الحزب في مسعاه للبحث عن مرشح جديد. فهل تصيب حسابات باسيل هذه المرة؟!