التربية في خطر.. أنقذوها قبل فوات الأوان
19 أيلول 2023
13:07
Article Content
صدر عن "تجمع الجمعيات النسائية في الجبل" البيان الآتي:
"إنَّ المشهدية السائدة على المستوى التربوي تدمي القلوب، وتقلق النفوس التواقة للعلم والمعرفة، ما جعل سيدات "تجمّع الجمعيات النسائية في الجبل" يطلقنَ الصوت عالياً" كي يصل إلى مسامع كافة المسؤولين خاصة التربويين منهم.
فمنذ أمد ليس بالبعيد، أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي شعار "بالتربية نبني"، فاجتاحنا الأمل، بأنَّ لبنان الثقافة والعلم سينهض من جديد، وأنَّ لبنان جسر تلاقي الحضارات سيستعيد دوره الريادي.
وها نحن اليوم، نشهد تداعي هذا البنيان، بعدما كاد التعليم الرسمي والجامعي يشرف على الانهيار، وحين أصبحت المدارس والجامعات الخاصة حكراً على أصحاب الثروات بعدما تجاوزت أقساطها قدرة اللبنانيين الغارقين في قاع سحيق من الحاجة والعوز على كافة المستويات".
وتابع البيان: "لقد تجاوزت الأقساط في المدارس والجامعات الخاصة كل التوقعات، فتداعى حلم الفقراء ومتوسطي الحال من ولوجها، والإستفادة من معارفها، ناهيك عن تكاليف النقل، والقرطاسية، والزي المدرسي التي تكاد تتجاوز كلفة الأقساط التعليمية.
إنَّ سيدات "تجمع الجمعيات النسائية في الجبل" يناشدن الجميع أن يعيدوا للتعليم الرسمي وهجه بعدما خرج على امتداد عقود من الزمن النخب الثقافية والفكرية التي يعج بها الوطن والعالم العربي ،والتي شكلت نهضة لبنان الحديثة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف ننهض بالتعليم والتربية والمعلم صانع الأجيال وباني الأوطان يعجز عن الوصول إلى مركز عمله، وراتبه لا يكفي سوى للكفاف من العيش الذي حرم من مقوماته؟ وكيف لنا ان نطلب منه الاستمرار في العطاء والتضحية وهو عاجز عن تعليم
أولاده وتراوده الخشية على مصيرهم ومستقبلهم؟".
وأضاف البيان: "إننا كامهات يحرصن على مستقبل ابنائهن نرفع الصوت عالياً"، ونقول:
أعيدوا للتعليم الرسمي اعتباره، أنصفوا المعلمين كي يستمروا برسالتهم المقدسة، أمنوا لهم كريم العيش، وأعيدوا لهم كرامتهم، فهم أصحاب كرامة، ضعوا حداً لاستقواء واستئثار المدارس والجامعات الخاصة التي تحولت الى إمبراطوريات لا يطأ أرضها سوى أبناء الأغنياء، أطلقوا يد مجالس الأهل كي تراقب وتحاسب دون أن تجاري مصالح هذه الصروح العاجية، وحافظوا على فسحة من الأمل كي لا يخسر لبنان ثروته الشبابية التي تقف على أبواب السفارات طلباً للهجرة. أنقذوا التربية والتعليم قبل فوات الأوان، كي لا نغرق في الجهل والجهالة، ونصبح من أهل الكهف الذين فاتهم قطار الحضارة، التقدم والرقي.