لم يعد غريباً أن تفلت عُفاشة نظام الأسد في كيل الشتم ونشر التهديد، كلّما أدرَكَهم بسهامِ مواقفه وليد جنبلاط.
ذلك يتنطح للحديث عن "عدم الاستفراد"، يغرق في زَعمِه تمثيلاً غير موجود إلا في أوهامه. وآخرٌ يختنق بحنقه لاهثاً يحاول، فلا يتعدى في ذلك طور بقايا الأظافر. ومثلُهما كل من خرج يخترش من جماعة نظام البراميل المتفجرة.
مصيرهم يقرره الناس، لعنة الأرض ولعنة التاريخ بانتظارهم، ولن يُمهلهم الزمان لو مهما طالت الجلسة على ضفة الانتظار. وسيبقى وليد جنبلاط عنوةً بصوت عقله وشجاعة موقفه أمضى من حناجرهم وخناجرهم على السواء.
لكن الغريب، ليس بتصريحٍ ممانعجي من هنا أو هناك، بل أن يتلاقى مع هذه الأصوات الملتحقة بنظام الإجرام، أصواتٌ في المقلب الآخر. بعضُها يقبع في ربوع بلاد العم سام يُنظّر من بعيد عن "شؤون إدارة المناطق"، ويروّج لمشاريع التفتيت والفتنة. وآخرٌ هنا يتندّر في طروحات نظرياته الماورائية بادّعاء التمسك بمقتضيات الدولة ووحدتها، فإذ به يتهم جنبلاط بما وصفه "العقد الموروثة". ولكي لا نخذل له طموحه في الحصول على رد، فإننا نؤكد أن العقد الموروثة تلك ليست إلا إصرار فريقه بتلاوينه العديدة على تكرار أخطاء ارتكبها ولم يتعلم منها.
أما ميزة وليد جنبلاط فهي قراءته المستمرة للتاريخ لمنع تكرار الأخطاء والمآسي، والبناء على الإنجازات، وصناعة المستقبل، وهي ميزة لا يفقهها هؤلاء المتفوّهون غير المفوّهين.
مفوضية الإعلام