Advertise here

بين "الحنفية" و "النرجيلة"

24 حزيران 2019 07:35:00 - آخر تحديث: 18 أيلول 2019 20:10:26

لماذا لم يعد السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد المكلف بمتابعة ملف الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل بعد أن انتظره المسؤولون اللبنانيون على أمل أن يحمل مشروعاً متكاملاً للحل سبق أن أشاع حوله إيجابيات على قاعدة أن اسرائيل وافقت على التلازم في عملية التحديد بين الحدود البرية والبحرية ، والعمل لإنهاء تحديد الحدود البحرية خلال ستة أشهر!!

هل عدم عودته يعني فشل المساعي للوصول الى حل؟؟ وما هي أسباب نوبة الحرص الأميركي على الحل ودينامية التحرك والرغبة في الوصول الى اتفاق خلال فترة زمنية قصيرة؟؟
الروايات "الرسمية" تقول:

سبق أن كتبت ورقة تتضمن عدة بنود تعكس وجهة نظر لبنان الرسمية للحل، بعد أن كانت تباينات واضحة قد برزت بين المسؤولين أضعفت الموقف اللبناني. أساس الورقة. التلازم بين الحدود البرية والبحرية. رعاية الأمم المتحدة وتوقيعها على أي اتفاق يتم التوصل إليه كي لا تتكرر مسألة الحدود البرية التاريخية والمختلف عليها حتى الآن حيث لا تعترف الأمم المتحدة إلا بما لديها من وثائق واتفاقات وبالتحديد في مزارع شبعا على سبيل المثال لا الحصر، وإنهاء العمل على تحديد الحدود البحرية خلال 6 أشهر. سلّمت الورقة الى ساترفيلد بعد أن أبلغ المسؤولين اللبانيين موافقة اسرائيل على التلازم ، وإشراف الأمم المتحدة لكن الدور الأساسي لأميركا، وأنه سيعالج النقاط الباقية . 

في الزيارة الأخيرة له أبلغ المعنيين التالي: اسرائيل ترفض التلازم. ولا توافق على المدة الزمنية كبند مكتوب. اعترض لبنان. قال ساترفيلد: نحن نضمن التلازم. اتركوا لنا الـ 6 أشهر في عهدتنا وربما ننتهي قبل. ليكن الالتزام شفهياً. 

كان الجواب: لا نثق باسرائيل حتى ولو وقعت، تريدون منا أن نثق بالتزام شفهي معها؟؟ لا. هذا أمر غير وارد. قال ساترفيلد: هل تتركون الأمر في عهدتنا؟؟ جاء الجواب: اسرائيل هي العدو . لا نريد ن تصبح أميركا عدواً !! فهم ساترفيلد. ابتسم وقال: سنرى ماذا نفعل. وتوقفت الأمور عند هذا الحد. هل يعني ذلك أن المساعي ستتوقف ولن يكون حل؟؟ ماذا بين المسؤولين اللبنانيين؟؟ بينهم ، في الظاهر اتفاق . في الواقع والكواليس والخفاء ثمة من هو منزعج من تفويض الرئيس نبيه بري المعني  و"اللاعب" و "الحرّيف"  بإدارة التفاوض مع الأميركيين. وثمة انتقاد لتسليم رئيس الجمهورية ووزير الخارجية بالأمر. لأن كوشنير الصهر "العالم" "والعبقري" والاختصاصي في تاريخ المنطقة ومشاكلها والمبدع في اجتراح الحلول فيها ، يتابع المسألة ويريد حلاً سريعاً وثمة من يرغب في إنجـــاز شيئ ما معه "وله". نعم "له". 
لماذا تبحث أميركا عن إنجاز ؟؟

الجواب: لا علاقة له بلبنان. لكن يشكل فرصة للبنان ليستفيد منها. إنها روسيا. نعم روسيا. إنها الهدف . تريد أميركا محاصرة روسيا. وتأمين إمداد أوروبا بالنفط عبر الخط الذي اتفق على إنجازه بين اسرائيل وقبرص واليونان لاستباق مد خط الـ "Nord Stream" من روسيا الى ألمانيا وأوروبا. إنها لعبة الأمم في التسابق على الثروات في العالم وخطوط الملاحة البحرية وأنابيب النفط والغاز في منطقتنا خصوصاً حيث يستمر اكتشاف حقول غنية بأجود أنواع هاتين المادتين. يتعاملون معنا كأننا مسارح برية وبحرية وجوية لحروبهم العسكرية والأمنية والتجارية وأسلحتهم وتكنولوجياتهم، ونحن غارقون في حسابات صغيرة. 
وفي المعلومات، تأكيدات من كبار المسؤولين في الشركات المعنية بالتنقيب تقول:  "الأميركيون مستعجلون لحل المسألة بين لبنان واسرائيل . يريدون مد الغاز ومضايقة روسيا. هذه فرصة لكم ايها اللبنانيون. استفيدوا منها. ويمكن في هذه اللحظة أن تأخذوا من اسرائيل ما تشاؤون. وكل الخرائط والخطط جاهزة للبدء بضخ الغاز". يمكننا أن نبرمج الضخ بين اسرائيل ولبنان من خلال "حنفية " واحدة. ويتفق على دوامات الضخ. عندما تضخ اسرائيل تقفل الحنفية من جهة لبنان. وعندما يضخ لبنان تقفل الحنفية من جهة اسرائيل"!! إنها دبلوماسية "الحنفية"!!

أسرد هذه المعلومات المؤكدة علّ المعنيين يستيقظون ويدركون ماذا يجري ويرتقي بعضهم الى مستوى رجال الدولة لتثبيت حق لبنان، والبدء بالعمل للاستفادة من هذه الثروة والدخول في مسيرة إنقاذ لبنان من أزمته. كارثة أن تتفتق عبقرية هذا البعض فيجد الحل السحري لتمويل الموازنة بـ "1000 ل.ل" ضريبة على "النارجيلة " وغيرها من الضرائب العظيمة وثمة حنفية تدّر ثروات فتهدر مع غيرها من الموارد التي لم تمسّ لأنها تدخل في أساس اتفاق المصالح . لعبة أميركا محاصرة روسيا وحماية مصالح اسرائيل . ولعبة الدول تقاسم النفوذ والثروة. وأمامنا فرصة أخذ ما نريد من أميركا واسرائيل لكن لعبتنا في الداخل صغيرة وأربابها أصغر من مواكبة اللعبة الكبيرة. يضيعون بين " الحنفية "  و "النارجيلة" .