الطّرق الّتي انتهجها المعلّم الشّهيد كمال جنبلاط لمنع الفتنة ..

14 أيلول 2023 14:04:39 - آخر تحديث: 14 أيلول 2023 16:10:28

حفظنا عن ظهر قلب، القول المأثور:
" الفتنة نائمة لعّن الله من أيقظها "!
ومن منا لا يُدرك خطورة إثارة الفتنة اللّعينة! في هذا الإطار، أخذت على عاتقي الإدراك التّام لمفهوم الفتنة، بعد رحلة الغوص في التّاريخ الجنبلاطي الشريف.. تليه قراءتي الاستيعابيّة للنهج الفخريّ للمعلّم الشّهيد كمال جنبلاط. الحاضر في قلوب الشّعب الحرّ، الّذي كان الناضر في بصيرته نتيجة سياسته الحكيمة للجم الفتنة البغيضة! المُراد منها: تهديد السّلم الأهلي ونُشوب الحرب الدّاخليّة.. بالتّالي، ربطها في تعميق الأزمة الوجوديّة.. بهدف الوصول إلى سلخنا عن واقعنا الوطنيّ، الاجتماعيّ، الثقافيّ والإنسانيّ .. 
فيما بعد، تُفضي إلى تسخير طابع الانعزاليّة الّتي تؤدي إلى تفتيت المجتمع إرباً إرباً !!! بالإضافة إلى مآرب العدوّ الهادف إلى تقسيم البلاد إلى كيانات طائفيّة ومذهبيّة على صعيد المنطقة، تجعله قادر على سرقة الثروات الطبيعيّة والتّحكم بالموارد الغنية المختزنة.
في مطلق الأحوال، حاول المعلّم كمال جنبلاط آنذاك قطع الطّرق بشتى السّبل على الفتنة الرذيلة المتضمّنة مقولة: " فرق تسدّ " 
المتطرّقة إلى الانشقاق الّذي يُمزق الوحدة الوطنيّة، بحيث تُصبح الأوضاع متوترة وسط حقلٍ من الألغام المتفجّرة! 
تِباعاً، فما كان من المعلّم كمال جنبلاط إلّا التّمسّك بالثابتة السلميّة.
" الاتحاد قوة " الّذي عمل بإرادته الصِلبة الحفاظ على المصلحة الوطنيّة. فضلاً عن تكريس الاتفاق تجنباً من الانزلاق القريب من الوقوع في قعر الهاوية والتّسبب في دوامة الانهيار !!! 
بطبيعة الحال، وإيماناً منه بعظمة التّنوع الجامع الساطع بروحيّة العيش الكريم وتنمية المحّبة المستوحاة من بناء الوطن الواحد المشترك. باعتبار الوطن لجميع أبنائه ولا يقوم إلّا بأجنحة كلّ مكوناته، شرائحه وفئاته .. عملاّ بمبادىء التّعليم النموذجيّ، الانفتاحيّ والحضاريّ..
المنبثق من مدرسة البشريّة المنسجمة مع ثقافة الحياة.
إلى ذلك، لطالما تمّ التّطرّق إلى التفادي والتّحذير من الفتنة الخبيثة! مقابل إطفائها بعين المسؤوليّة الوطنيّة. كان لا بُد من التّوقف عند مقاصد المعلّم كمال جنبلاط، في مؤشر منه إلى أن العدوّ، وفيما يتعلّق بمآربه الخاصّة يُفتش عن نقطة الضُعف القاتلة في عالمنا.
تُمكنه من الإمسّاك بها للسير فيها واستخدامها في مخططاته العِدوانيّة بغية تحقيق مشاريعه التّآمريّة والتّدميريّة.. عبر تسلّحه في الآدوات الشّيطانيّة الدّاخليّة وتبعيتها للخارج 
كونها تتلقى الأوامر والإملاءات من الخارج، لكي تُمارس أنماط الضغوط الاقتصاديّة والاجتماعيّة.. الأمر الّذي يُوصل إلى فرض الحصار الخانق المستند أيضاً إلى العقوبات المفروضة على جهات داخليّة بقصد تركيعها وخضوعها وخنوعها للإرادة الخارجيّة
لذلك، فإن تلك الآدوات هي البيادق والآزلام والمحسوبين على الخارج لتحقيق المصالح الشّخصيّة والمنافع الذّاتيّة.. حتى لو عمدت تِلك الآدوات إلى خلق فوضى أمنيّة على حساب الأوادم في الدّاخل، طبقاً لنقيصة الإكراه المترافق مع الفلتان الأمني في الشّارع الّذي يُترجم في تهييج الطّائفيّة والمذهبيّة.. تعقبها افتعال الإشكالات والمواجهات المفتوحة، تُجيز عدم الاستمرار في إرساء الاستقرار والأمن.. مع توالي الأزمات الخانقة والمتفاقمة.. الصادر عنها النّتائج الكارثيّة.
في هذا المِضمار، يُشار إلى أن العدوّ يعمل على توفير غطاء له عبر أتباعه المأجورين في الدّاخل لتنفيذ مخططاته المريبة والشنيعة.. بما يُناسب رسم سِياسته التّكتيكيّة المخادعة.. لارتكاب الأعمال الإجراميّة تحت حجّة أو ذريعة، بأن ما يحصل داخليّاً من تفجيراتٍ أمنيّة تصل إلى حربٍ أهليّةٍ أو حرب الإخوة ! لا شأن له: 
بناءً على ذلك، يُمكننا أن نقول عن العدوّ الآنف الذِكر 
" يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته ويقولوا يا آسفي عليه" 
في هذا الصدد، نحن بحاجةٍ إلى منسوب كبير من الوطنيّة.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".