قبلان يتهم هؤلاء بتعطيل انتخاب رئيس.. ويزبك: في هذه الحالة سنكون أول الواصلين الى المجلس
14 أيلول 2023
09:51
Article Content
يُتابع اللبنانيون عن كثب ما يحمله الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان، إنْ على ضفة المعارضة أو الممانعة بما يعني أن الجميع يترَّقب ما سيصدر في نهاية الجولة رغم أنّ البداية أوحت بما لا يقبل الشك أنّ الطريق إلى الحل يجب أن يسلك برأي الموفد الفرنسي طريق الحوار سبيلاً.
يرجّح عضو كتلة "التنمية والتّحرير" النائب قبلان قبلان، أنْ "يكون لودريان قد عاد منطلقًا من الحراك الذي حصل خارجيًا بين الدول الخمسة المعنية بالملف اللبناني والتي تحاول تسهيل الحلول في لبنان، ومن ثم سيستطلع الأجواء من بعد مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعلنها في 31 آب حول ضرورة الحوار والذهاب إلى إنتخاب رئيس للجمهورية".
لذا، يرى قبلان خلال إتصال مع جريدة الأنباء" الإلكترونية، أن "لدى لودريان معطيّين:
معطى داخلي وهو دعوة الرئيس بري للحوار، ومعطى خارجي وهو التواصل الذي حصل والحراك الذي جرى خلال الأسبوعين الماضيين بين الدول الخمسة المعنية بالملف اللبناني.
وعليه يعتبر أن "يكون هناك تصورًا على الخطين الداخلي والخارجي".
ويتمنى قبلان أن "يكون لودريان حاملاً لمعطى جديد من الخارج وأن يجد جديدًا في الداخل، وأن يكون تطور الوضع الخارجي نحو الأفضل وأن يكون كذلك تحرك الوضع الداخلي أيضا نحو الأفضل بإتجاه المخرج السليم لحل أزمة رئيس الجمهورية".
وإذ يُثني على دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الحوار، معتبرًا أننا "أمام معطى داخلي حتى الأمس القريب كان مقفلا بالكامل على مسألة الحوار، ونحن أيضا أمام معطى خارجي جديد".
ولكنه يُشير إلى أن "هناك بعض الأطراف ترفض الحوار في الداخل، وحتى ترفض المبادرات الخارجية"، وهنا يوجه سؤالًا إلى من يرفض الحوار والمبادرات الخارجية "كيف يتوقع أن يتم إنتخاب رئيس جمهورية؟".
ويؤكد أن "دعوة بري لا زالت قائمة وعلى الطاولة"، لافتًا إلى أنه "حتى الساعة لم يتلقّ بري الأجوبة الكافية"، متمنيًا أن "يشمل الحوار جميع الكتل والشرائح اللبنانية الساسية المعنية"، ويقول: "لا نريد ولا نحبذ ولا نسعى لأن يكون أي فريق بعيد عن هذه الصيغة ونتمنى أن يجلس الجميع على طاولة واحدة، وفي حال ان هناك أطرافاً بقيت مُصرة ولا تريد المشاركة بالحوار سيدرس الأمر من أجل إتخاذ التوجه المناسب".
ويعتقد أنه "من خلال زيارة لودريان ستتبيَّن الأجوبة من قبل كافة الاطراف، وبعد إنتهاء جولة لودريان ستتوضح الصورة أكثر".
ويرى أن "لودريان اليوم يستطلع آراء الأطراف ويُقدم ما يحمله معه من الخارج على ضوء ذلك تتبين الصورة إذا كان هناك من حلحلة أو سنبقى في حالة "الستاتيكو" الموجودة وأمام فرصة جديدة طويلة بغياب إنتخاب رئيس للجمهورية"، وهنا يُحمل المسؤولية إلى "الطرف المعطل لإنتخاب رئيس للجمهورية بسبب "عناده السياسي والعمل وفق الأنا السياسية" من أجل تعطيل كل شيء في البلد".
وفي ختام حديثه، يتمنّى قبلان أن "يسيطر الوعي والعقل والروح الوطنية على الجميع للخروج من هذه الأزمة، فمفتاح الحل هو إنتخاب رئيس للجمهورية".
وعلى الضفة المقابلة أي ضفة المعارضة، يرى عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب غياث يزبك أنه "إذا كان لودريان يود الذهاب بإتجاه حلول عملية عليه أن يتبنى بيان الخماسية وطروحات المعارضة التي تعمل وفق الدستور"، ويشير إلى أنه "حتى الساعة لا نعلم ماذا يحمل لكن الأمور ستنجلي بعد زيارة الأفرقاء المعنيين".
وبالنسبة للقوات اللبنانية، يؤكد يزبك لـ"الأنباء"، أن "ثوابتها واضحة حيث لا حوارات خارج إطار جلسة مجلس النواب لإنتخاب رئيس للجمهورية، ومواصفات الرئيس معروفة وهي تتناغم مع طروحات الخماسية التي إجتمعت في قطر، وهي منطقية ونحن متمسكون فيها".
ويشدد يزبك على أن "المعركة اليوم هي ليست مع المعارضة السيادية بل مع القابض على مجلس النواب والذي يمنع إنتخاب رئيس ويمنع فتح الجلسات، والقابض الأعلى من ورائه هو حزب الله والذي من خلال سلاحه يتحكم بالحياة السياسية والدستورية في لبنان ويمنع إنتخاب رئيس الجمهورية."
لذا يعتبر يزبك أن "أي مندوب دولي وليس لودريان حصرًا إذا أراد إحداث خرق عليه أن يذهب في هذا الإتجاه".
ويوصّف يزبك وضع لبنان بالقول: "نحن اليوم دولة تحت وطأة احتلال بكل ما للكلمة من معنى، ويجب التعاطي معها من قبل المجتمع الدولي على هذا الأساس، وكل القوى الحية التي تناهض هذا الإحتلال وتريد دولة سيدة حرة مستقلة يُفترض أن يكون لديها سند عربي ودولي لان طلبها محق وهو إنقاذ لبنان"، مؤكدًا أنه إذا أُنقذ لبنان سترتاح المنطقة بأكملها من كل تداعيات التفجيرات الإقليمية والتي يُستخدم فيها لبنان اليوم كساحة لتطيير الرسائل، إن عبر سيل السوريين الذي يتدفق عليه والذي يؤدي إلى خراب إقتصادي وأمني وإجتماعي إضافة الى إشعال المخيمات وإستخدامها منطلقاً لتطيير الرسائل إلى الداخل، ومنه إلى الإقليم".
وفي ما يتعلق بدعوة بري للحوار، يجزم يزبك بأنه "من ناحية القوات اللبنانية فإن هذه الدعوة صارت وراءها، وموقفنا مبدئي وبالتالي لا يمكننا تغيير أسمائنا ولا قناعاتنا"، معتبرًا أنّ "الغاية من الحوار هي شراء الوقت وإعطاء شرعية لكل الحركات التي تحصل خارج إطار الدستور ومجلس النواب، والتي من شأنها خلق أعرافٍ كارثية ستجبرنا دوماً بإنتخاب رؤساء الجمهورية بعد مخاضات عسيرة خارج إطار المجلس النيابي، وهذه الأعراف لن نرضى بها أبدًا ولن نقبل فيها".
وفي حال عقد الحوار ما هو موقف القوات؟ يُجيب يزبك: "فليُعقد الحوار وإذا صدق بري بكلامه أنه من بعد الحوار سيعقد جلسات لمجلس النواب لإنتخاب رئيس، عندها سيجدنا في إستقباله وسنكون أول الواصلين الى المجلس لإنتخاب رئيس".