يبدو ان ثمة ما بدأ يتحرّك على الجبهة الرئاسية، لكن هذه الدينامية المستجدة التي توحي ظاهريا ان طبخة التسوية وُضعت على نار حامية، من غير المعروف بعد ما اذا كانت ستنتهي بقمحة او شعيرة.
بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" فان الأنتينات السياسية ترصد سلسلة تطورات على جانب من الاهمية لعل ابرزها الاتصالات الفرنسية – السعودية المرتقبة الاسبوع الطالع، حيث اعلن الاليزيه امس ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيبحث مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ملف لبنان يوم السبت على هامش قمة العشرين في الهند متطلّعا الى تعزيز مهمة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان العائد الى بيروت في 11 ايلول الجاري.
واذا كان مصير مسعى لودريان في لبنان غير محسوم بعد، سيما اذا كان في صدد طرح عقد حوار، لا تُبدي القوى المعارضة حماسة له، فإن العين على وصول موفد قطري الى بيروت في قابل الايام، حيث تفيد الاجواء المتقاطعة بأنه سيجري سلسلة اتصالات لجس نبض القوى السياسية حيال تسوية تقوم على الارجح على انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية.
اما في الداخل، فتطوّرٌ بارز طفا على الساحة الرئاسية في الساعات الماضية، تتابع المصادر. وقد تمثل في لقاء عقد أخيراً بين رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة " النائب محمد رعد وقائد الجيش العماد جوزف عون بقي بعيداً من الأضواء. وأتت الزيارة بتكليف من "حزب الله" لمقاربة الاستحقاق الرئاسي، وذلك للمرة الأولى، إذ إن "الحزب" كان يفصل ما بين تقديره لأداء قائد الجيش على مستوى المؤسسة العسكرية، وبين الانتخابات الرئاسية.
هذه المعطيات تأتي، وفق ما تقول المصادر، في ظل حوار يجري بين الحزب والتيار الوطني الحر. وفي وقت يتطلّع رئيس التيار النائب جبران باسيل الى ان يقطع هذا الحوار الطريق على العماد عون الى قصر بعبدا، يبدو ان الرياح الرئاسية تسير عكس ما تشتهيه سفن رئيس لبنان القوي. فالاجتماع بين رعد وعون، ليس تفصيلا البتة، بحسب المصادر، يل يمكن ان يؤشر الى تبدّل في مقاربة الحزب للاستحقاق حيث قد تكون تناهت اليه رسائل، نقلها ربما وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان غداة زيارته الرياض، بأن زمن التصعيد يجب ان ينتهي ولا بد للضاحية من ان تنزل عن شجرة المماطلة والتعطيل، وتسهّل ابصار التسوية النور، وقد يكون جوهرها "انتخاب العماد عون".
فهل تمهّد كل هذه المستجدات لابصار الحل العتيد النور بعد نحو عام من الشغور؟ وهل اقتنع الحزب ومن خلفه ايران، بأن ساعة التسوية دقّت؟