تعيش الساحة اللبنانية الداخلية اليوم مرحلة ترقب وانتظار لعودة الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان، في ظل تساؤلات حول ما ستحققه هذه الزياره ولا سيما بعد دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحوار، وفي الوقت ذاته حوار باسيل - حزب الله لا يزال قائماً ومن الواضح أنه يؤتي بثماره حتى الآن بدون الوصول بعد إلى اتفاق عريض لحل المعضلة الأساسية، وفي الوقت التي ترفض فيه بعض القوى السياسية الحوار باعتباره "غير مجدي وهدفه فرض مرشح رئاسي"، يصر عدد من القوى السياسية الأخرى على الحوار باعتباره المخرج الوحيد من الأزمة العالقة حالياً.
وفي هذا السياق، تشير معلومات الأنباء إلى أن الرئيس بري بدا مرتاحا لموافقة الأكثرية على دعوته لإطلاق الحوار من خلال سبع جلسات متتالية في المجلس، على أن يلي ذلك انتخاب رئيس للجمهورية وأن تطرح الأطراف ما لديها من أسماء، فيما علم أيضا أن التيار الوطني الحر قد يشارك في الحوار وذلك بعد اتصل جرى من حزب الله وسط الحوار القائم بينهما للبحث في شروط رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ونُقِل في هذا السياق أن الحزب تمنّى على باسيل أن يجري حوارا مماثلا مع بري باعتبار ذلك يحتاج إلى تشريعات وبالتالي فإن هذه المسألة لا تزال قيد البحث داخل التيار.
أما بالعودة إلى زيارة لودريان، فتكثر التحليلات التي تقول أن مهمته في لبنان قد انتهت خصوصا بعد الدلائل التي تشير إلى دخول الولايات المتحدة الأميركية بقوة على الخط الرئاسي اللبناني خصوصا بزيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين التي وبحسب المعلومات لم تقتصر فقط على الترسيم والتنقيب إنما تم البحث أيضا بالموضوع الرئاسي خصوصا على مائدة قائد الجيش وهذا ما قد حمل أكثر من دلالة، وبحسب المعلومات أيضا فإنه قد عرض الملف الرئاسي أيضا مع نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب صديق هوكستين وبالتالي فالأخير قد يعود إلى لبنان قريبا إذا استدعت الحاجة والأهم أنه وبالرغم من نقل السفيرة الأميركية السابقة في لبنان دوروثي شيا إلى الأمم المتحدة فإن الملف اللبناني لا يزال تحت إدارتها وهي لن تغادر لبنان قبل انتخاب رئيس للجمهورية.
إلى ذلك، وبالرغم من المعلومات التي تشير إلى أن عودة لودريان إلى لبنان مطلع الأسبوع، فإن الأيام المقبلة ستكون مصيرية على أكثر من صعيد، خصوصا وسط السباق الحواري القائم بين لودريان وبرّي، والأساس يكمن في موافقة البطريرك الراعي على دعوة بري للحوار ما أربك قوى المعارضة وفتح قنوات اتصل بين عين التينة وبكركي من شأنها أن تخلق أجواء إيجابية في الملف الرئاسي، بالرغم من أن كل ذلك لا يعني أن الحل بات قريبا لأن الحسابات في المنطقة لا تزال مُعقّدة و"الطبخة" الإقليمية لا يزال غير متفق عليها لذا فالنتائج لا تزال غير واضحة المعالم ومراقبة المحيط اللبناني بدءا من سوريا هو الأساس في فهم المعضلة كاملة.