عبداللهيان في لبنان: تهدئة عسكرية وتراجع عن فرنجية؟

01 أيلول 2023 16:12:15

لم يحضر وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان كما كان مقرراً، ذكرى الـ 45 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، وفق ما اعلنته السفارة الايرانية في لبنان، لكنهُ في صدد "التدخل" من خلال المباحثات الّتي سيُجريها بدءاً من حلفائه الممانعين، وصولاً لحث مختلف الافرقاء للتوصل إلى تفاهمات تؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهورية.

على أيّ حال، يؤكد بعض المتابعين، انّ زيارة عبداللهيان تهدف الى توجيه رسالة لحلفاء بلاده السياسيين والقتاليين للعمل على الاستقرار والتهدئة في الوقت الراهن، كما لوضع حزب الله المعني الاساس بأجندة إيران، في جوّ تسهيل انتخاب رئيس، بعدما تغيرت الظروف التفاوضية، وربما التخلي عن الوزير السابق سليمان فرنجية الذي اصبح ترشيحه بغاية التعقيد، كما انّ ايران لن تجازف في العلاقة الجديدة مع الرياض، لاجل مرشح محدد، لاسيما انّ فرنجية لم يزُر طهران اقله لتسويق نفسه.

تأتي هذه التطورات المستجدة، على وقع ما وصلت اليه المباحثات الايرانية - السعودية، ومن المرجح انّ عبداللهيان سيبحث الامر بشكل اوسع مع امين عام الحزب حسن نصرالله، بحسب ما أكدته مصادر قريبة من حارة حريك لوكالة "اخبار اليوم".

ولا بدّ من الاشارة ايضا الى ان هذه الزيارة تأتي بعد ايام على كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امام سفراء بلاده، حيث وجه اصابع الاتهام الى طهران بالتدخل في الشأن اللبناني، ما يعكس التباين الحاصل بين الجانبين.

من جهة اخرى، وإستباقا لزيارة المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت بعد ايام معدودة، فرض الرئيس نبيه برّي حضوره بقوّة امس على منبر ذكرى الامام الصدر، بجملة كفيلة برسم خريطة رئاسية، حين اعلن مبادرة اعتبرها البعض مباغتة بطرحها على كل القوى السياسية، بحيث قال: تعالوا في أيلول لحوار في المجلس النيابي، من رؤساء كتل وغيرهم من سياسيين لمدة حدها الأقصى 7 أيام، وبعدها نذهب الى جلسات مفتوحة لنحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية.

ويبدو على هذا الصعيد انّ هذه الدعوة اخذت منحى ايجابياً، وتأتي متناغمة مع رؤية اللجنة الخماسية، وهي أن المطلوب في لبنان سدّ الفراغ القائم بأسرع وقت ممكن، بحيث انّ البلد لا يتحمل اي مماطلة او تأخير.