نشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية تقريراً عن توتر العلاقة بين "الدولة" وأبناء طائفة الموحدين العرب الدروز جاء فيه: "الأزمة بين الطائفة واسرائيل شديدة وعميقة ولا تقتصر على خلاف تجدّد بسبب الإصرار على إقامة توربينات قرب القرى الدرزية في الجولان، إنما ترتبط بتفاقم الجريمة في الوسط العربي داخل اسرائيل وأداء الحكومة الفاشل. الصورة مقلقة. والقيادة الأمنية تخشى من ضعضعة العلاقات مع الدروز وإمكانية انزلاق الأمور الى العنف الواسع والمسّ المتوقع بإسهام كبير من الدروز في أمن الدولة. لقد أشعل توقف قرار تركيب التوربينات ثم العودة عنه عاصفة داخل الطائفة الوضع الأمني والتفلّت في عدد من القرى الدرزية وتزايد أعمال القتل والجريمة يزيد الغضب".
وأضافت الصحيفة: "الأمر لا يتوقف هنا بل يرتبط مباشرة بقانون القومية وموقف الدروز منه، وبتقييد عمليات البناء على أراضيهم في وقت يسمح للمستوطنين بالتوسّع والبناء في أي مكان. حتى أن كبار الضباط الدروز الذين خدموا سنين طويلة في الجيش منعوا من البناء في أراضيهم". "إن رئيس الأركان تسيبي هليفي ورئيس "الشاباك" رونين بار، يخشيان من تضرّر العلاقة مع الطائفة مع مرور الوقت وهي التي لها إسهام أمني بارز في الوحدات القتالية وفي الاستخبارات وفي أجهزة أخرى. وقد عقدت لقاءات بين كبار الضباط وكان تحذير من اشتعال العلاقات مع الدروز ".
هذا التقرير هو خلاصة سلسلة من المواقف صدرت داخل دولة الاغتصاب والإرهاب وفي مؤسساتها الأمنية بعد تحركات ومواقف وبيانات وتحذيرات أعلنت من قبل أبناء طائفة الموحدين العرب الدروز أكدوا فيها رفضهم قانون القومية العنصري والتمييز الذي يكرّسه والتعامل على اساس عرقي داخل الدولة وتمييز "العرق اليهودي" وحرمانهم من البناء على أرضهم وغيرها من الممارسات. لكن المضمون الرسمي للتقرير ومواقف عدد من مسؤولي دولة الاغتصاب والإرهاب تؤكد: أن كذبة معاملة الدروز معاملة خاصة ومميزة التي تسوّقها أجهزة الدولة مكشوفة وساقطة. الدروز يرفعون صوتهم بشكل موحّد تقريباً ضد الممارسات المذكورة. الأمهات المعروفيات الأصيلات دعين أبناءهن الى رفض التجنيد الالزامي، ومن ناحية أخرى فإن ابناء الطائفة يؤكدون تمسكهم بهويتهم العربية وبأرضهم وبحقوقهم عليها وهم جزء من المجتمع العربي الفلسطيني ولن يخضعوا لسياسة الترهيب والتمييز العنصري.
أما من جهة دولة الإغتصاب والإرهاب فإن التقرير يوصّف الحالة بشكل صحيح ولو لم تصل الأمور الى حدود غير مقبولة ومحمولة لما اضطرت المؤسسات الأمنية الى مناقشتها والوسائل الإعلامية الى تسليط الضوء عليها.
إن هذا الموقف الوطني القومي الأخلاقي لأبناء طائفة الموحدين العرب الدروز يجب أن يحمى ويكرّس ويبنى عليه داخل المجتمع العربي الفلسطيني في أراضي الـ 48، وأن يحتضن خارجياً من قبل دول الجوار القادرة على التأثير والتي يمكن أن تستفيد منه في متابعتها تطورات الأحداث داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وما يجري في الضفة تحديداً بما يعزّز موقعها التفاوضي ويعطي دعماً لأبناء طائفة الموحدين وغيرهم يثبّت ويكرّس موقفهم.
بنو معروف لا يقبلون ذلاً وقهراً واستهتاراً بهم واعتداءً على حقوقهم وكراماتهم وتاريخهم ووجودهم ومستقبلهم.
إلى كل المنتفضين في وجه سياسة الترهيب والتمييز العنصري تحية التقدير والإكبار لمواقفهم الشجاعة.