هوكستين في لبنان: بين التنقيب عن الغاز وطروحات الترسيم البرّي
30 آب 2023
13:00
Article Content
يبدو أن زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت هذه المرة مغايرة عما يتوقّعه البعض، لأنها تأتي تزامنا مع قرب عودة الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان، وذلك بحسب مصادر الأنباء التي تؤكّد أن هوكستين لن يبحث الموضوع الرئاسي والوضع اللبناني بشكل عام، علما بأن هذا الحديث يأتي بعد معلومات نُشِرَت عن سحب التفويض الأميركي من فرنسا حول الملف اللبناني، ربطا بأن واشنطن لا تجاري فرنسا بسياستها حول لبنان وخصوصا بموضوع دعم الثنائي الشيعي ومرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، إلا أن خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخير وانتقاده إيران يدل على أن لدى فرنسا مساراً جديداً جاء بطبيعة الحال نتيجة ضغوطات أميركية.
وفي هذا السياق، تشير مصادر الأنباء إلى أن زيارة هوكستين إلى لبنان تأتي لمواكبة ومتابعة مسألة الحفر أو الاستكشاف في بلوك رقم 9، لا سيما وأنه كان لهوكستين دور أساسيّ في الترسيم البحري. إلا أن الزيارة لن تقتصر على هذا الموضوع بل ستتخطاها لتصل إلى طرح الموفد الأميركي لموضوع الترسيم البري الذي سيبدأ العمل بها على خط لبنان - الاحتلال الإسرائيلي، ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين ستتناول هذا الملف كبحث أوّليّ، "إنما التحرّك الأساس سيكون بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة لأن الوضع في الحدود البريّة له تعقيدات تقنية وسياسية وحسابات دقيقة تتطلّب جهات رسميّة فاعلة".
من جهته، أشار الصحافي مروان المتني في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية إلى أن موضوع الترسيم البري مطروح منذ فترة الترسيم البحري، إلا أن تطورات الأسابيع المنصرمة زادت من التوتر بين حزب الله وجيش الإحتلال الإسرائيلي بأكثر من نقطة ما سيجعل هذه الزيارة تتركز أكثر على محاولة خفض التوتر بين الجهتين، مضيفاً "مبدأ الترسيم من وجهة نظر هوكستين وإدارة بايدن هو أساس لخفض هذا التوتر ولكن في الوقت نفسه لوحظ في الأسابيع والأشهر المنصرمة انخراط أكبر للبنان في المواجهات داخل الاراضي الفلسطينية وخصوصا من خلال عملية مجدو وإطلاق صواريخ من جنوب لبنان على شمال الإحتلال الإسرائيلي بإطار وحدة الساحات، ونلاحظ أيضا تزايد التهديدات المتبادلة وخصوصا ما نقلته اسرائيل عبر وزير الدفاع تزامنا مع التجديد لليونيفيل، وبرأيي فإن النقطة الأساسية اليوم التي سيعتمدها هوكستين هي محاولة خفض هذا التوتر، لأن الترسيم البري مطروح ولكن لم يعد هو الأولوية الأساسية لأن هناك متغيّر عميق للصراع، وأولوية هوكستين هي استكشاف واستطلاع الحفر النفطي لأن إدارة بايدن تعتبر أن مجرد اكتشاف ثروات لبنان والعمل على استخراجها هو إنجاز، ولكن يبقى موضوع الترسيم البري مع انسحاب اسرائيل إلى خلف الخطوط. وحتى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا الانسحاب الاسرائيلي منها مطروح، ولكن لا ظروف مهيئة اليوم لهذا الترسيم".
وأضاف المتني "كل ذلك لأننا نرى تغييراً بالسياسة الأميركية في المنطقة لناحية الإفراج عن أموال كانت محتجزة لإيران، في إطار تفاوض غير مباشر لقاء إطلاق سجناء أميركيين في طهران، ولكن أيضا نرى أن هناك حركة أميركية عسكرية في المنطقة ونرى أيضاً تواجد أكبر بالخليج إضافة إلى حركة كبيرة أيضا تحدث بالعراق، وفي المناطق العراقية المتاخمة لسوريا"، مستطرداً "حزب الله سيتعاطى مع موضوع الترسيم كجزء من سياسة أكبر وخصوصاً أن هناك نقاطاً عالقة إن كان بمنطقة الناقورة أو بمناطق أخرى وهي نقاط تعتبرها إسرائيل هامة جدا".
إثر ذلك، فقرار الترسيم بطبيعة الحال ليس بيد الحكومة أو الرئاسة اللبنانية بل بيد إيران وبحسب المجريات والتحولات الإقليمية في المنطقة، والأكثر هو أن لا دولة قادرة أقلها على تحديد أولويات ومصالح البلد، لذا فإن موضوع الترسيم البري مطروح ولكنه في هذه الأوضاع الإقليمية الحاصلة ليس واقعياً وحصوله ليس بالمدى القريب.