لقاءٌ فكريّ لـ"رابطة أصدقاء كمال جنبلاط" في جامعة البلمند بحضور جنبلاط
28 آب 2023
10:54
آخر تحديث:28 آب 202313:29
Article Content
نظّمت "رابطة أصدقاء كمال جنبلاط"، لقاءً فكريّاً حول كتاب "ملح الأرض، مسيرة إلتزام ونضال ووفاء"، للأستاذ عبّاس خلف في قاعة احتفالات جامعة البلمند – سوق الغرب، هذا الصرح العلمي العريق الذي شيد على أرض صلبة وهبها الأستاذ وليد جنبلاط الذي يعلي من شأن الثقافة والفكر، لتكون قبلة طلاب المعرفة والعلم من مختلف المناطق.
شارك في اللقاء كل من الدكتورة حبوبة عون، الدكتورة عايدة خداج ابي فراج، الدكتور يقظان التقي، الأستاذ سعيد الغزّ، الوزير والنقيب السابق للمحامين رشيد درباس، والمحاميّة غادة جنبلاط.
وحضر الرئيس وليد جنبلاط وعقيلته السيدة نورا، الرئيس فؤاد السنيورة، الأب فيليب سعيد ممثلا المطران الياس عودة ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس، ناجي صعب ممثلا الشيخ الدكتور سامي ابى المنى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، وعدد من الوزراء الحاليين والسابقين، والنواب الحاليين والسابقين، بالإضافة الى رؤساء وأعضاء الهيئات والجمعيات الحزبية والبلدية والاختيارية والادارية والنقابية والنسائية والشبابية والعسكرية والثقافية والاقتصادية، والاصدقاء الذين توافدوا من مختلف المناطق.
غادة جنبلاط
قدمت اللقاء وأدارته المحامية غادة جنبلاط، وقالت: "ليس من السهل الإحاطة بإنجازات الأستاذ عبّاس خلف الذي تربّع على عرش الثقافة والفكر والنضال لعقود ولم يزل. فلم ينضب مداد يراعه حتى الساعة، مناضلاً بالموقف الصلب والكلمة الحق حتى تعب منه النضال وهو لم يتعب. سار على خطى المعلم كمال جنبلاط الذي شكل له القدوة والمثال، وناضل من اجل الحرية والعدالة، والديمقراطية، والمساواة، والمواطنة، وجهته الحقيقة، وقبلته المواطن الحرّ والشّعب السّعيد.
عون
بدورها، اعتبرت الدكتورة عون ان "ملح الأرض ليس رفاهيّة فكريّة، هو تلمّس طريق نضال وتحليل قضاياه، وشق منافذ للأنفاق المظلمة. يستعيد عبّاس خلف حقبة صعبة من تاريخ لبنان، وتاريخ القضية الفلسطينيّة وتاريخ الأمّة العربيّة. وكان شاهدا على العديد من القضايا العالمية، بحيث وجّه قلمه النضالي لرسم معالم وطن سماته العدالة الإجتماعيّة ووحدة المصير العربي المبني على الديمقراطيّة".
خداج
من جهته، ربطت الدكتورة عايدة خداج ابي فراج تسمية "ملح الأرض" بخطبة السيّد المسيح على الجبل وقوله لتلاميذه: "أنتم ملح الأرض" وخاطبت عبّاس خلف بالقول: "طوبى لك أن تكون حفنة من ملح هذه الأرض التي لم تفسد يوما ولن تفسد أبدا".
وأضافت: منذ العام 1953 وحتى الساعة، كان عبّاس خلف منخطفا بشخص كمال جنبلاط، فكانت مراحل حياته النضاليّة تترابط وتتماسك بروح المعلّم كمال جنبلاط وبفكره وثوابته ومثالاته التي تؤطّر الحوافي المذهبة من حياته. وعلى هذه الأسس، دعا عبّاس خلف اللبنانيين الى الوحدة، لأن الوطن الذي لا يحميه أبناؤه، يباح استقلاله، وتسهل تفرقة أبنائه وتجزئة أراضيه. وأكّد بأن قوة لبنان تكمن في وحدة أبنائه وفي قيام لبنان جديد علماني، تعدّدي، تقدّمي، ديمقراطي، متحرّر من أي إرتباط خارجي، يحارب الفساد ويناهض الرجعيّة المتحجرة، لا يسيطر عليه سوى حكم القانون، ولا يمكن فصله عن العالم العربي لأنه جزء لا يتجزأ من جغرافيّته وتاريخه.
التقي
اما الدكتور التقي اعتبر في كلمته ان المرحلة التي عاشها عبّاس خلف، وامتدّت لربع قرن من الزمن الى جانب المعلّم كمال جنبلاط في الحزب التقدّمي الإشتراكي، تميّزت بعطاءاتها المعبّرة عن الإلتزام والإخلاص والوفاء. انها مسيرة نضال تواصلت لـ 46 سنة إضافية، بعد استشهاد كمال جنبلاط، لشخصية فريدة، بالغة الإحساس، تشاركية ومتواضعة. والذين من جيلنا ومن الأجيال الصاعدة ، تعرّفوا على التراث المميز للمعلّم كمال جنبلاط، من خلال عبّاس خلف، الذي حرص على ايصاله لهم عبر صفحات إصداره الفخم الذي حمل عنوان: "ملح الأرض، مسيرة إلتزام ونضال ووفاء"، وهو الذي يعبّر في عناوينه ورسائله عن تاريخ حافل لمسيرة عبّاس خلف في النضال من أجل القضايا المحقة والمبادىء الحزبيّة خلال ممارسته لمهامه الحزبية، وواصلها على خطى كمال جنبلاط ولا يزال".
الغزّ
من جانبه، قال سعيد الغز "لقد أثبت عبّاس خلف في كتابه الموسوعي "ملح الأرض" بالدلائل والبراهين والوقائع، أنه، في مسيرته على تنوّعها وتعدّد مراحلها، قد التزم بالمبادىء التي اعتنقها وآمن بها وعمل جهده لتحقيقها، وكان صلبا لا يساوم ولا يقايض في مواقفه ونضاله، وصادقا، وفيّا في علاقاته وصداقاته، وعلى الأخص مع المعلّم كمال جنبلاط الذي تماثل معه في تبادل الوفاء وصدق العلاقة".
كما وقدّم الغز كشفًا موجزًا، عما أنجزه عبّاس خلف في وزارة الإقتصاد، ثم في "رابطة أصدقاء كمال جنبلاط" التي لا يزال يرأسها ويدير شؤونها.
فقال: "في وزارة الإقتصاد نجح عبّاس خلف في التصدّي للتجار والإحتكار ورسم سياسة تموينية على أساس التعامل من دولة الى دولة. وأوجد البطاقة التموينية لتخفيف الأعباء عن الفئات الشعبية، وفعّل مجلس تحديد الأسعار، وعزّز جهاز مراقبة الأسعار وحماية المستهلك، والتصدّي للإعلان الخادع".
كذلك عدّد ما حققته "رابطة أصدقاء كمال جنبلاط" من انجازات في ظلّ رئاسة خلف لها: ندوات فكريّة، مؤتمرات سنوية، إصدارات مجلة "فرح" والكتب السنوية، أنتاج فيلم وثائقي طويل: "كمال جنبلاط: الشاهد والشهادة، معرض بيت الدين: كمال جنبلاط: السيرة والمسيرة، شارع بإسم كمال جنبلاط في بيروت، وقاعة بإسمه في كليّة الحقوق في الجامعة اللبنانية، جائزة كمال جنبلاط لعمل مميّز، مكتبة كمال جنبلاط، والمسيرة مستمرّة".
درباس
بدوره، قدّم الأستاذ رشيد درباس عبّاس خلف على أنه الخلف الأمين والصالح، تفتح وعيه السياسي على رجل خارج من صميم التقاليد العريقة الجذور، كتبت له الحياة أن تبدأ زعامته بعد ردح من الجريمة، ليؤسس لتقاليد حديثة تعمل للتقدّم والإشتراكيّة، من خلال حزب عابر للمناطق والطوائف، شعاره المعول والقلم. تنشق عبّاس خلف ذلك النسيم البسّام، وتذوق ثمار تلك الثقافة الراقية، وآمن بفكر كمال جنبلاط بالعقيدة والممارسة، وراح يزرع الملح في أرض الوطن للتوعية من خلال إفتتاحياته في جريدة الأنباء طيلة عقود، ولا يزال يزرعها من خلال إفتتاحياته في مجلة رابطة أصدقاء كمال جنبلاط "فرح".
وأضاف: "إنني اعتز باشتراكي في هذه المناسبة المفعمة بالوفاء، وبرمزية المحتفى به الذي ناضل بعمله وفكره معظم عمره، فامتدت كرامته لتطاول قامته، وما زال رمحا صلبته التسعون ، وشحذت سنانه بالخبرة والتجارب".