الراعي إلى الجبل.. فما هي الدلالات؟

28 آب 2023 12:48:11 - آخر تحديث: 28 آب 2023 12:52:23


تاريخ 8 أيلول هو يوم مهم في تاريخ العيش المشترك اللبناني، ويستذكر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هذه المناسبة للذكرى 22 للمصالحة التاريخية بزيارة إلى الجبل، يُعيد من خلالها تكريس هذه المعادلة من جديد، ليُجدّد من خلالها أيضًا صيغة هذا التعايش في منطقة جبل لبنان.

فما أهمية هذه الزيارة؟ وما هي الدلالات التي تحملها؟

يُوضح عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، أنّ"الزيارة المُرتقبة للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى المختارة في 8 أيلول مع حلول الذكرى الثانية والعشرين لزيارة المثلّث الرحمة البطريرك صفير التاريخية، تأتي بهدف تكريس المصالحة التي أرساها البطريرك صفير، وتأكيد التعايش المشترك بين أبناء الجبل الذي بات لسان الحال اليومي لكافة المرجعيات الدينية في لبنان".

وعن برنامج الزيارة، يُفيد الخازن عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية، بأنّ "البطريرك الراعي سيستهل جولته بزيارة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى في شانيه، يليه لقاء في المكتبة الوطنية يضم 250 شخصاً لإجراء لقاء يتحدّث فيه عن موضوع المصالحة، ثم غداء يقيمه على شرفه وليد جنبلاط في قصر المختارة، ويختتم بقداس عند السادسة في بيت الدين".

ويتحدّث عن "طابع هذه الزيارة المميز"، إذ يلفت إلى أنّها "تحصل في ظل الأوضاع المتردّية التي يشهدها الوطن، وإستفحال الأزمات وهجرة الشباب والحال التي وصلت إليه الأوضاع والتحديات التي تواجه الجبل، لإعادة التأكيد أنه ما دام قلب لبنان بخير فلبنان كله بخير". 

وهنا يؤكّد الخازن أنّ "اللقاء الماروني - الدرزي يبقى له طابع خاص ويعكس صدى إيجابيًا على الأطياف الأخرى في لبنان، حيث ستجري من خلاله دعوة الأفرقاء كافة إلى العمل من أجل خلاص لبنان، والإستماع إلى مواقف سماحة شيخ عقل طائفة المُوحّدين الدروز وغبطة البطريرك الراعي اللذان يرفعان دائمًا الصوت من أجل إنقاذ لبنان من الوضع المأساوي الذي وصل إليه، ومن المُرجّح أن يكون التشديد إنطلاقًا من رئاسة الجمهورية وصولًا إلى الوضع المعيشي وغيرهما من الأزمات المتراكمة".

ويردف قائلًا، "لا شك بأنّ هذه الزيارة، التي أتت بمسعى مشكور من الشيخ سامي أبي المنى، هي بمثابة دعوة صريحة إلى المسيحيين بضرورة العودة النهائية إلى الجبل وعدم التخلّي عن الدور والحضور والأرض، والجبل ومصالحته، فضلاً عن عدم السماح لأي قوة بزرع الشقاق مُجدّداً بين أبناء الجبل الواحد والوطن الواحد".

وعليه، يخلص الخازن إلى القول: "زيارة البطريرك الراعي إلى الشوف تصبّ في هذا المنحى التوافقي، على مستوى طي صفحة الماضي والتأكيد على مصالحة الجبل، ومن ثمّ التفاعل بين كلّ الطوائف والمذاهب في تلك المنطقة، العزيزة على قلوبنا، على المستوى الوطني".