على الثورة السورية المتجدّدة استخلاص الدروس من الأعوام الكارثية
28 آب 2023
05:50
آخر تحديث:29 آب 202314:19
Article Content
إنّ انتفاضة السويداء هي استكمالٌ لِما كانت عليه في سوريا في العام 2011، والتي كانت بدورها تتويجاً لإرهاصات مطلع الألفية الجديدة، حيث ظهر تيارٌ ديموقراطي من المثقّفين والنخبة السياسية يطالب بالتغيير.
الثورة السورية في بداياتها كانت رائعة، حيث كانت سلمية، ولكن بشّار الأسد استطاع أن يستدرج القائمين عليها وتحويلها إلى مسلّحة، والتي حملت في طيّاتها بذور مقتلها.
لقد توزّعت ولاءاتها الإقليمية والدولية، ونجح بشار الأسد في أن يظهر وكأنّه يحارب الإرهاب الذي أصبح يهدّد العالم بأجمعه.
وتخلّت الأنظمة العربية عن دعم المعارضة السورية، فأصبح الوضع في سوريا بين ثنائية داعش الإرهابية والنظام، ودخلت روسيا على الخط كداعمةٍ للنظام في مواجهة الإرهاب ممّا أعطى النظام قوة كان يفتقد إليها، وهي قوة ملتبسة في الشروط الراهنة، إذ أنّ سوريا اليوم هي في قبضة قوى خارجية متعدّدة ومتناقضة مصالحها، ومتناقضة في الآن ذاته مع مصلحة الشعب السوري.
إنّ كل ما جرى ويجري من حراك الآن في السويداء، وبعض المحافظات الأخرى، يجب أن تستفيد منه، ومن التجربة السابقة، لأنّ المرحلة القادمة ستكون مرحلة انتقالية يحدّد طبيعتها ما هو مشترك بين الوضع في سوريا، والوضع في العراق، والوضع في لبنان بوجهٍ عام، وتحديداً بعد الهجوم الأميركي المضاد في المنطقة، والتورط الروسي في رمال الحرب الأوكرانية، والتأثير السلبي على حليفيها الإيراني والسوري.
هل هذه المرحلة الانتقالية ستكون لمن يعتبرون أنفسهم استمراراً للثورة السورية الأولى؟
الدور عليهم أن يستخلصوا العبَر من الأعوام المليئة بالكوارث، وهذا الدور لا يستطيع أن يحدّده إلّا أصحابه، وبنفَسٍ طويل بعيداً عن الوقوع في فخ النظام مجدداً، والذي تورّط به أسلافهم.
إنّ أولوية الشعار السياسي الذي من المفترض أن يحكم الثورة السورية في هذه اللحظة هي إعطاء البعد الوطني والسلمي لهذا الحراك المدعوم بوحدة معاناة الشعب السوري حول القضايا الوطنية والمعيشية والمطلبية.
*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية